وكان هذا الشريط الذي كشفت عنه النقاب قناة الجزيرة، استنادا على وثيقة من الأرشيف الفرنسي، سجلت عام 1975 ، وهي الفترة التي كان فيها بوتفليقة يشغل منصب وزارة الخارجية.
في هذه الوثيقة، يعلن بوتفليقة وبشكل مباشر اعتراف الجزائر بمغربية الصحراء، ومما جاء في البيان الوثيقة: (تأتي هذه الزيارة في سياق التعاون حول وحدة المغرب العربي، والحوار بين الدولتين الشقيقتين، والجزائر ليست لها أية اطماع في الصحراء، وتبارك خطوات المغرب، وتقترح مساعدته من أجل استرداد المناطق الصحراوية من المستعمر الاسباني).
موقف عبد العزيز بوتفليقة الداعم لقضية الصحراء، ذكرت به لويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال الجزائري، خلال افتتاح أشغال الدورة العادية للمكتب السياسي لحزبها، والذي أضافت إليه ما سبق وجاء على لسان الرئيس الجزائري، من أنه ”لا يمكن أن تكون هناك حرب بين الجزائر والمغرب بسبب القضية الصحراوية”.
ويعرف عن حانون موقف حزبها الرافض لخيار استقلال الصحراء، والذي تعتبره يندرج في إطار استراتيجيات خارجية تستهدف المس بالكيانات الدولية وبوحدتها الترابية.
إن تداول شريط الفيديو على نطاق واسع، يأتي في سياق الأزمة الديبلوماسية بين البلدين التي طفت أخيرا على السطح، واتهام المغرب للجزائر بتوظيف الأموال ضد الوحدة الترابية المغربية وشراء المواقف الحقوقية دوليا لصالح البوليساريو، إضافة إلى حملاتها الإعلامية ضد المغرب، التي تريد تفتيث وحدته الترابية، في إطار أطماعها التوسعية لإيجاد منفذ على المحيط الأطلسي.
لم تكن هذه المرّة الأولى التي يلجأ فيها الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة إلى التصعيد مع المغرب بغية تلميع صورته في الداخل الجزائري، وتصفية حساباته المرتبطة بمستقبله السياسي، والذي تركه وراءه، إضافة إلى عامل السن وتدهور صحته.
في هذه الحالة، كان على بوتفليقة أن يكون صادقا مع نفسه وقد بلغ من الكبر عتيا، ولو من باب تهييء نفسه لملاقات ربه، وأن لا يتنكر لبلد أحسن إليه منذ ولد فيه، بمدينة وجدة تحديدا، إلى أن بلغ سن 19 سنة، ليلتحق بجيش التحرير الجزائري الذي لقي هو الآخر كل الدعم من المغرب وقياداته الوطنية.