المسيرة الخضراء ..دروس من التاريخ لفهم الحاضر

DR

في 05/11/2013 على الساعة 22:59

أقوال الصحفكشك. تحل يوم غد الأربعاء ستة نونبر الذكرى 38 للمسيرة الخضراء، التي انطلقت سنة 1975 من مدينة طرفاية بمشاركة 350 ألف مغربي ومغربية، وتوغلت لمسافة 15 كيلومترا داخل أقاليم الصحراء المغربية، واضعين بذلك حدا فاصلا مع منطق الحرب وأسلوب المغامرة.

وفي افتتاحيات الصحف المغربية الصادرة يوم غد الأربعاء، إجماع على تاريخية الحدث ورمزيته، حيث كتبت يومية النهار أن "المغرب اختار طريق التجديد السياسي كمبدإ حاكم على كل تصرفاته، وخرج من دائرة البلدان التي تتمسك بالتاريخ ليعيش الحاضر ويخطط للمستقبل، مضيفة أن "ذكرى المسيرة الخضراء ومبدعها الملك الراحل الحسن الثاني تعد لحظة من لحظات التاريخ لم يتوقف عندها المغرب، بل شكلت انتصارا للفكر السياسي المغربي المبني على التجديد وليس الجمود، وهي طبيعة مغربية في التفاعل مع الدين والسياسة والاجتماع الإنساني بعيدا عن الدوغمائية والعيش في الأحلام".

أما يومية الاتحاد الاشتراكي، فعادت بالزمن إلى الوراء، وأعادت رسم تلك اللحظات التاريخية، عبر التذكير بالصراع على الصحراء بعد تصريح فرانكو بنية منحها الاستقلال، "حيث ما فتئ المغرب يطالب باسترجاع صحرائه المغتصبة منه منذ سنين طويلة، منذ سنة 1830 عندما احتلت القوات الفرنسية الجزائر".

أما في افتتاحية يومية Libération فتحدثت عن القيم الكبرى للمسيرة الخضراء، وأعادت تسليط الضوء على مأساة ترحيل عشرات الآلاف من المغاربة من الجزائر، ردا على تحرير الصحراء بالمسيرة الخضراء.

وفي الأحداث المغربية، نقرأ في افتتاحيتها، أنه "بعد مرور قرابة 40 سنة على الحدث، لا يزال السؤال مطروحا: متى سيتأكد المغرب بشكل نهائي أنه استرجع صحراءه وتخلص من الأطماع الاستعمارية التي ظلت ترقب هذا المكان الجغرافي والتاريخي الخاص من نوعه بعين جد شرهة تريد خيراته او تعتبره البوابة نحو بث الفتنة في البلد الذي استطاع الحفاظ على كل أمنه حتى الآن باقتدار يصفق له الأصدقاء ويثير غيظ وحنق الأعداء".

دروس وعبر

في ذكرى هذه السنة، يحتقل المغاربة بالمسيرة الخضراء احتفالا من نوع خاص، حيث نحس أن ثمة رابطا يربط المغاربة بالسنة التاريخية 1975، يعيد إحياءها بكل قوة، ترن في أذهانهم شعاراتها ووجوه المشاركين فيها وعبارات الفرح البريئة وقتذاك.

لقد ساهمت المسيرة الخضراء في كشف نوايا بعض دول الجوار، خاصة الجزائر، فبمجرد استعمال الأقاليم الجنوبية تدخل الجيش الجزائري لإرغام الكثير من الصحراويين على مغادرة المنطقة للذهاب إلى مخيمات تندوف لإظهار أن الساكنة غير راغبة في الانضمام إلى المغرب، وهنا لا نحتاج إلى التذكير أن المسيرة الخضراء أفشلت العديد من المخططات التي كانت تستهدف وحدة المغرب، بدءا من المخطط الذي اعتمده نظام معمر القذافي في ليبيا، ونهاية باستفزازات قصر المرادية، الذي يوجه سلاح ديبلوماسيته إلى المغرب كلما عاش وضعا داخليا صعبا.

في 05/11/2013 على الساعة 22:59