قال مصادر متتبعة لملف الصحراء المغربية إن المغرب نجح، أثناء انعقاد قمة الإتحاد الإفريقي، في دفع عدد من البلدان الإفريقية إلى التخلي عن مشاريع قرارات لجنوب إفريقيا والجزائر بشأن الأوضاع في الصحراء المغربية.
وأوضحت المصادر ذاتها أن رد المغرب على ادعاءات جنوب إفريقيا كان قويا، وذلك حينما أوردت الأخيرة تصريحات لا أساس لها من الصحة، مما دفع سعد الين العثماني، وزير الخارجية والتعاون إلى الرد بأن الراحل عبد الكريم الخطيب، زعيم القيادي لحزب العدالة والتنمية، سلم أسلحة إلى جنوب إفريقيا التي ردت الجميل للمغرب باعترافها بجبهة الانفصاليين.
وقال العثماني إن الزعيم التاريخي نيلسون مانديلا، كشف في حفل حضره الدكتور عبد الكريم الخطيب بجنوب إفريقيا أن أول شحنة من الأسلحة تلقاها في حربه ضد نظام "الأبرتهايد" العنصري كانت من المغرب، بعدما توجه إلى الرباط والتقى الخطيب.
مواقف ثابثة لدول إفريقية
وأكد سعد الدين العثماني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون٬ يوم أمس الأحد بالرباط٬ أن كثيرا من الدول الإفريقية أكدت من جديد خلال قمة الاتحاد الإفريقي الأخيرة بأديس أبابا، على مواقفها الثابتة حول قضية الصحراء المغربية، مما مكن من إبطال مناورات خصوم الوحدة الترابية للمملكة.
وقال سعد الدين العثماني، إن كثيرا من الدول الإفريقية "أكدت من جديد على مواقفها الثابتة٬ والنابعة من تغليب صوت الحكمة وإعمال منطق العقل والإلمام العميق بخلفيات وتطور هذا النزاع الإقليمي"٬ مشيرا إلى أن "هذه المواقف مكنت من إبطال مناورات خصوم وحدتنا الترابية خلال هذه القمة".وجدد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الشكر باسم المملكة المغربية للدول الإفريقية التي عبرت خلال قمة الاتحاد الإفريقي الأخيرة بأديس أبابا عن تأييدها للوحدة الوطنية والترابية للمملكة٬ وتشبثها بالجهود التي تبذلها الأمم المتحدة من أجل إيجاد حل سياسي واقعي لهذا النزاع الإقليمي.
وقال العثماني إنه " بالمقابل٬ لا يمكنني إلا أن أعبر عن الأسف وخيبة الأمل لكون بعض الدول استمرت في مواقفها المعادية المتجاهلة للحقوق الشرعية والمشروعة للمغرب في صحرائه٬ والمناقضة للحقائق الموجودة على أرض الواقع٬ والمخالفة لقرارات مجلس الأمن".
وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون في هذا الصدد أن المملكة المغربية " ترفض استعمال هذه الأطراف لعبارات مسيئة وتعبيرات مستفزة٬ تتجاهل حقائق وخلفيات النزاع٬ وتحاول خلق خلط ولبس من جهة٬ بين المعارك الكبرى للقارة الإفريقية والتي تشرف المغرب بالإسهام فيها بشكل كبير٬ وبين هذا النزاع الإقليمي الذي يعرف الجميع ملابساته٬ والأطراف المسؤولة عن اندلاعه واستمراره٬ والإطار الأممي الواضح لمعالجته".
كما أكد أن موقف المملكة المغربية يبقى٬ في جميع الأحوال٬ "ثابتا على أن قضية الصحراء المغربية هي قضية سيادة ترابية ووحدة وطنية للمملكة المغربية على جزء من ترابها٬ وأن كل القوى الحية وجميع مكونات الشعب المغربي٬ بما فيها المنحدرون من الأقاليم الجنوبية٬ متشبثون بهذا الموقف الراسخ ومعبؤون وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ في إطار إجماع وطني للدفاع عن حقوق المغرب المشروعة وإحباط كل مناورات الخصوم".