على صدر الصفحة الأولى لجريدة المساء الصادرة غدا الاثنين، نقرأ تراشقا بالاتهامات منها الواضح والمشفر، وقاسمها المشترك هو إدخال مصطلحات جديدة مستلهمة من قاموس صيد الوحوش، كالطريدة والحلوف.
بمانشيط عريض كتبت الجريدة أن بنكيران يوجه رسالة إلى من أسماهم الحياحة تقول "إن الطريدة ستنتهي في الطاجين، فيما يرد الباكوري "إيلا كثرو الحياحة عرفو الحلوف قريب".
وأضاف المقال أن بنكيران استغل فرصة حضوره إلى اللقاء الذي جمع المستشارين ورؤساء الجماعات المحلية التابعين للحزب من أجل تمرير مجموعة من الرسائل إلى حلفائه في الحكومة وخصومه على حد سواء.
أما الباكوري فشن بدوره هجوما عنيفا على خلفية الاتهامات التي يوجهها قياديون في حزب المصباح إلى حزبه، وعاد باكوري الذي كان يتحدث أمام مستشاريه في الجماعات المحلية والقروية موجها نقدا مبطنا إلى بنكيران، حول تدخل الإدارة لحصول الأصالة والمعاصرة على المرتبة الأولى في الانتخابات الجماعية الماضية.
وفي الصفحة الأولى لجريدة الاتحاد الاشتراكي ليوم غد، نقرأ عنوانا يقول أن إلياس العماري يرفض غزل العدالة والتنمية. ويرصد المقال الذي خصص للأزمة السياسة استمرار الاتهامات بين العدالة والتنمية والاستقلال والتقدم والاشتراكية، بينها تلزم الحركة الشعبية الصمت، ويضيف المقال أن حرب الفرقاء تنتقل بسرعة من معسكر لآخر، حيث رد العماري على مجاملة أحد أعضاء الأمانة العامة للعدالة والتنمية بقوله، إن العماري أعقل من شباط وأن عدو عاقل خير من صديق أحمق، بالقول أن الكلام يجب أن يوجه إلى رئيس الحكومة الذي سبق ووصفه بأسلوب زنقوي "بالسلكوط" "فكيف يتحول "السلكوط" إلى عاقل في أربعين يوما دون معلم”. يضيف العماري متهكما.
حرب إعلامية
أما في أخبار اليوم، فنقرأ في عدد لغد أن الحرب الإعلامية مستمرة بين شباط وبنكيران، حيث شبه الأول الثاني بأوفقير والدليمي، واستغل شباط وجوده في تجمع لحزبه بطنجة ليرد على تصريح الخلفي الأخير الذي قال فيه "إن الحكومة لا زالت تحظى بثقة الملك"، قائلا " تحتمي الآن بالملك بعد أن كنت تقول إن ثقة الحكومة تستمدها من الشعب". فيما نقرأ أن بنكيران يصر على استمرار حكومته ويربط سقوطها بقرار الملك.
أما جريدة الخبر، فعنونت بإيجاز أنه في الأغلبية الحكومية "كلها يلغي بلغاه"، حيث يصرح كل زعيم في أحزاب الأغلبية بنقيض حلفائه. وهو نفس الطرح الذي سارت فيه يومية الأحداث المغربية، التي عنونت أن بنكيران يرى المشكل في الأغلبية، وللملك واسع النظر في بقاء الحكومة أو ذهابها، فيما شباط يرى المشكل في الحكومة وبأن رئيس الحكومة يحتمي وراء ثقة الملك.
القارئ لهذه الأخبار والعناوين، يدرك أن الحكومة والمعارضة وصلتا إلى نقطة مسرحة المشهد السياسي، حيث بات زعماء الأحزاب السياسية يتهافتون على من يصنع الحدث ولو اقتضى ذلك استعارة مصطلحات وعبارات تفقد الممارسة السياسية هيبتها.
بدأ الأمر بمناوشات بين الحكومة والمعارضة، وانتقلت العدوى إلى داخل الأغلبية نفسها حيث تجزأت إلى حكومة حاكمة وحكومة معارضة، فيما من حكمت لهم صناديق الاقتراع مهمة المعارضة هرولوا بدورهم للتهافت على التهافت.