في أخبار اليوم لنهاية الأسبوع، رحلة في رأس بنكيران، الذي وصفته الجريدة "بالرجل البراغماتي السلفي والملكي أكثر من الملك، ففي بداية انخراطه في العمل السياسي، كان يجري الحديث عن بنكيران الداعية الذي يحاول أن يلج باب المجال الحزبي والسياسي، ويرى أن وظيفة حزبه هي دعوة الناس وهدايتهم إلى القيم الدينية والأخلاقية، لذلك كان من الطبيعي أن يعتبر أن تفشي الربا والمخدرات والجنس من الانحرافات التي ظهرت في المجتمع ويجب إصلاحها".
وتعود أخبار اليوم في هذا التحقيق/ البورتريه للغوص في مسار رئيس الحكومة، لتخلص إلى أنه "بعد كل المناصب القيادية التي اعتلاها بنكيران في مساره، يمكن القول إن أغلب أفكار بنكيران يعود إلى رؤية سياسية تعتبر أن الصراع القائم ليس حول الثروة وإنما حول الهوية".
أما مجلة Telquel، فخصصت ملفها لرموز العدالة والتنمية، ووصفتهم بالمتمردين السابقين، مقدمة بورتريهات عن رموز الحركة الإسلامية، الذين أصبحوا اليوم يقودون الحكومة.
وفي الجزء الخاص برئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، تعود بنا المجلة إلى سنوات السبعينات، حينما كان بنكيران يرتدي جبة الإسلامي الثائر، وبالضبط إلى سنة 1976 عندما أدين بسنتين سجنا، ما كلفه ترك مقعده الدراسي في المدرسة المحمدية للمهندسين، وبعد خروجه، عاد بنكيران بأفكار جديدة، فسجل القطيعة مع عبدالكريم مطيع القيادي في حركة الشبيبة الإسلامية، لا سيما بعد واقعة مقتل الوجه اليساري عمر بنجلون، والتي اتهمت فيها الشبيبة الإسلامية في تنفيذ عملية القتل.
سلفي براغماتي
بين ملف أخبار اليوم و Telquel، نقاط مشتركة عديدة، تدفعنا للتساؤل هل يمكن التمكين لمشروع سياسي بفقه سلفي أساسه الاستثناءات؟ الجواب على هذا السؤال، يقتضي القول إن الخطاب السلفي في عمومه خطاب برغماتي، لكن لا يمكن إصلاح دولة أو قيادة حكومة بمنطق الاستثناءات.
ومن جملة الأشياء، التي يمكن التركيز عليها، هو مرجعية بنكيران السلفية التقليدية، وبرغماتيته، وهو موقف يثير اللبس، إذا ما تم تأويل هذا المفهوم من منظور النفعية التي تقوم على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة.
الخلاصة إذن، أن بنكيران فهم اللعبة السياسية جيدا، ويحسب له الارتماء في حضن الحركة الدستورية لصاحبها عبد الكريم الخطيب، حيث أدرك أن العمل السياسي يقتضي القطع مع السرية والانخراط في الحياة الحزبية بكل إكراهاتها.