وفشلت مساعي سلفيين يقاسمان الشيخان ما قاما به من مراجعات أثناء مغادرتهما السجن في رأب الصدع بين الطرفين.
المصادر قالت إن "الزعامة" في "بيت الحكمة" هي التي فجرت العلاقات بين الشيخين، بحيث أصبح شبه مستحيل أن يسع مقر هذا "البيت" الضيق لشيخين كلاهما يعتبر نفسه مرجعية من مراجع ما يعرف بالتيار السلفي في المغرب.
وبعد طول تأجيل لخروج أحدهما من المقر، قرر الشيخ الكتاني "المغادرة الطوعية"، بعدما فشل في مساع من أجل "اقتناء" بيت الحكمة، والتي هي في الأصل مقاولة، لها سجل تجاري، وليست جمعية كما يعتقد بعض المتتبعين.
وظل الشيخ الكتاني يردد على مسامع السلفيين من أنصار المراجعات بأن الشيخ أبو حفص يحاول الاستفراد بالقرارات داخل بيت حكمة السلفيين، وبأنه يحاول تهميشه، وقص أجنحته، حيث كلف بترؤس وحدة للدراسات والأبحاث داخل هذا المركز، وهو ما اعتبره تضييقا للخناق عليه. وهكذا خلا المجال للشيخ أبو حفص، برفقة مدير البيت، جلال المودن، بعد انسحاب الشيخ الكتاني.
وبحسب المصادر، فإن الكتاني ردد، وهو يخاطب مدير المركز، قبل جمع ملفاته في حقيبة خاصة، عبارة "أرض الله الواسعة"، مضيفة بأن الشيخ الكتاني قرر إحداث "بيت حكمة" أخرى، لكن هذه المرة في الرباط، ما سيجعل لـ"حكمة" السلفيين الذين غادروا السجن بمراجعات، "بيتان" يتزعمهما شيخان.