خصصت جريدة أخبار اليوم في عددها لنهاية الأسبوع، ملفا خاصا للحديث عن خصوم بنكيران، أولئك الذين أعلن ضدهم التحدي منذ اعتلائه لمنصبه في الحكومة، الأمر يتعلق حسب الجريدة بشخصيات من الحياة العامة، على رأسهم سميرة سيطايل "قائدة سلاح المدفعية الإعلامية" التي تحدث عنها بنكيران سابقا بالقول إنها من المشوشين الكبار على حكومته.
الجريدة رسمت أيضا بورتريهات لخصوم بنكيران، نجد بينهم نور الدين بنسودة "وزير مالية الدولة العميقة" الذي توثرت علاقته بالعدالة والتنمية بعد توالي الأنباء المتسربة عن اجتماعات زعماء الأغلبية، التي تقول بتقديم وزير الاقتصاد والمالية لتقارير متشائمة حول وضعية المالية العمومية، فيما يقوم بنسودة بتقديم أرقام ومؤشرات خاطئة عن حالة الاقتصاد المغربي، تضيف الجريدة.
ويبقى "كبير العفاريت" حسب ملف الجريدة، هو إلياس العماري الذي ينفرد بحمل علامة "التماسيح والعفاريت" بشكل صريح وواضح، وتكتب الجريدة أنه علاوة على السيل الجارف من الخرجات القوية التي خصه بها زعيم حزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، خرج عبد العالي حامي الدين لتفسير لغة الإشارات والإيحاءات بكونها موجهة إلى إلياس العماري.
ووصف الملف أيضا صلاح الدين مزوار رئيس التجمع الوطني للأحرار عبر وصفه "بالمضطر لمعارضة بنكيران"، لتشمل اللائحة أيضا حميد شباط "اللغز الذي حير بنكيران، ثم ادريس لشكر "المنقلب على الكتلة التاريخية"، وأخيرا أحمد عصيد اللسان الأمازيغي للعلمانيين.
خصوم من أهل الدار
أما مجلة Telquel لهذا الأسبوع، فخصصت بدورها ملفا عن العلاقة التي تجمع بين العدالة والتنمية وباقي خصومه من المعارضة والأغلبية الحكومية ثم القناة الثانية، حيت انكبت المجلة على كرونولوجيا الأحداث التي طبعت مسار الحكومة الحالية منذ تعيينها في دجنبر 2011، مرورا بدخول شباط على الخط حيث تحدثت المجلة عن انسحاب الاستقلال، والمأزق الذي وُضع فيه بنكيران، الذي بات عليه أن يجد حليفا ليعوض خروج الاستقلال المحتمل، وهو ما يحتم عليه الالتفاف إلى المعارضة التي يؤثتها التجمع الوطني للأحرار والاصالة والعاصرة، وهما من ألذ خصوم بنكيران.
حديث بنكيران عن العفاريت والتماسيح في الواقع ليس بجديد في الساحة السياسية، فحتى سلفه الأسبق عبد الرحمان اليوسفي تحدث عن "جيوب المقاومة" في وصفه لأولئك الخصوم الذين لديهم القدرة على فرملة الإصلاحات دون أن يظهروا في الواجهة.
لكن ما يسجل على بنكيران أنه بمجرد أن أصبح رئيسا للحكومة لمن يستطع القيام بقطيعة مع خصومه السابقين، حيث من بين من يحمل هؤلاء الألقاب نجد المعارضة السياسية ومن لديهم خلاف شخصي مع شخص بنكيران.
لكن لعل هذه الاندفاعية التي طبعت هذه الفترة من حكم بنكيران قد خفتت تدريجيا، نظرا للتراكمات التي نحتتها تجربة سنة ونصف في شخصية بنكيران، حيث أضحى أكثر حكمة وأقل تهجما، إلى الحد الذي لم يعد يستبعد فيه حدوث تحالف مستقبلي مع أحد خصوم الأمس التجمع الوطني للأحرار.