تقرر أن يلتقي محامي الملك، بالصحفي الفرنسي لمعرفة هذه االمعطيات «الخطيرة والمهمة» التي تحدث عنها مؤلف «ذاكرة ملك» باسم كاتبة «الملك المفترس». إليكم القصة الكاملة، كما رواها مصدر مقرب من القضية.
"المال مقابل الصمت"
اتصل محامي الملك بالصحفي لوران وضربا موعدا في أحد مطاعم باريس يوم الثلاثاء 11 غشت الجاري. «لا أعرف كيف أقنع غراسيي بعدم نشر هذا الكتاب وأنتم تعرفون مدى كرهها للمغرب ولديها معلومات ستزلزل المملكة"، يقول لوران قبل أن يستطرد مضيفا: «الطريقة الوحيدة هي إسكاتها بمبلغ بسيط». هذا هو العرض الذي تقدم به لوران للمحامي.
«كم تريدان؟»، يسأله محامي الملك. «ثلاثة ملايين أورو، وسننسى قصة هذا الكتاب الذي سيكون مزعجا لكم ولمحمد السادس.. ولننسى الجدل الذي قد يتلوه». طلب المحامي مهلة للتفكير ضاربا موعدا جديدا للصحفي الفرنسي.
حدسهم هنا في الرباط كان على صواب. ومباشرة بعد القاء وضع محامي الملك شكاية ضد الصحفيين بتهمة "الابتزاز".
«الابتزاز..بالصوت والصورة»
ما لم يخطر على بال لوران وغراسيي، الصحفيان "المفترسان"، هو أن اللقاء الثاني بين الناصري ولواران، يوم الجمعة 21 غشت، كان مسجلا بالصوت والصورة، بترخيص من السلطات القضائية الفرنسية وبمراقبة من الأمن الفرنسي. تسجيل يتضمن عملية الابتزاز بتفاصيلها. فكان «الاتفاق» أن يتم عقد لقاء ثالث بين الطرفين، هذه المرة بحضور الصحفية، كاترين غراسيي، التي تصف نفسها بأنها متخصصة في شؤون المغرب وكواليسه.
في المطعم الفاخر لفندق رافاييل الشهير، بالمقاطعة السادسة عشرة لباريس، تجمع حول طاولة الغذاء الناصري ولوران وغراسيي، لتنطلق عملية التفاوض حول المبلغ المطلوب، فيما كانت آلة التسجيل مشغلة. «3 ملايين أورو مبلغ كبير جدا..سنمنحكم مليونا أورو وستوقعون لي على عقد تؤكدون بموجبه عدم نشر الكتاب، بل وعدم كتابة ولو حرف واحد حول المملكة المغربية إلى الأبد». قبل الطرفان، وقعت غراسيي ولوران على صك اتهاماتهما في العقد، وتسلما مبلغ 40 ألف أورو لكل منهما في ظرف أبيض، وبمجرد ما خرجا من باب المطعم محملين ب«الغنيمة»، حتى باغتتهما عناصر من الشرطة الفرنسية وهما في حالة تلبس.
الصحفيان المعروفان بتحاملهما المستمر على المغرب يوجدان اليوم رهن الاعتقال لدى مصالح الأمن الفرنسي، التي باشرت معهما التحقيق وفي جعبتها جميع الأدلة المادية التي تدينهما.