حذرت جريدة الأحداث المغربية، في عدد يوم غد (الجمعة)، من خطاب التكفير الذي تصاعدت حدته، خصوصا أمام عدم "تحرك السلطات المعنية لتطويقة وتجريمه، وهو ما يُشجع على المرور إلى مرحلة الفعل، إذ هاجم متشبع بهذا الخطاب طالبة وفاعلة جمعوية بالحرم الجامعي بكلية أكادير، وأصابها بشفرة حلاقة في عنقها، بعدما دس في صدرها ورقة مكتوب عليها الإسلام هو الحل".
ولم تر الجريدة نفسها في هذا الاعتداء إلا "فعلا إجراميا جاء ليرد على ما كتبته الضحية على حائطها بالفايسبوك تقول فيه إن العلمانية هي الحل"، مشيرة إلى أن هذه "النازلة خطيرة تأتي في وقت يسوق فيه متطرفون أحكاما بالتكفير ودعوى بالقتل وتحريض عليه، ومطالب بتطبيق الحد على المثقفين والمفكرين والصحافيين".
وعددت الجريدة ذاتها أمثلة لأناس يكفرون المواطنين ويرهبونهم، خلال السنتين الماضيتين، سواء على الأنترنيت أو في الندوات أو في قاعات عامة أو من أعلى المنابر بالمساجد، فقد "وصف الداعية نهاري الصحافي مختار لغزيوي بالديوت. وقال بالحرف: اقتلوا من لاغيرة له. وسار على المنوال نفسه شيوخ وخطباء جمعة، وفقهاء وصفوا المفكر والناشط الأمازيغي أحمد عصيد بالكافر، وطالب بعضهم بمحاكمته، فيما سار آخرون بتنفيذ الحد في حقه".
من جهتها نقلت جريدة الأخبار، في عدد يوم غد (الجمعة)، تفاصيل الحادث، مشيرة إلى أن الطلبة الاتحاديون طالبوا ب"فتح تحقيق في النازلة لمعرفة الجهات التي تقف وراءه"، وأعلنوا رفضهم كل أشكال العنف والإرهاب والتدافع والاصطدام داخل الحرم الجامعي، الذي هو في "الأصل فضاء لتبادل الأفكار والتحصيل العلمي".
تدخل عاجل
وفي عمودها على جريدة الصباح، قالت سناء العاجي، "إن المعتدي على الطالبة لا يملك شجاعة الدفاع عن أفكاره، ولا تحمل مسؤولية أفعاله، تماما ككل الجبناء"، مشيرة إلى "أن هناك جهات عديدة تجعل كل علماني أو داع للعلمانية كافرا ملحدا”، موضحة أن "تكرر المواقف في تطرفها كان من المفروض أن تسبب رجة حقيقية في المجتمع، لما تحمله بين طياتها من تطرف وعنف مؤسس".
خطورة تعدد مثل حالات التكفير تتفاقم، خصوصا أمام صمت الجهات المختصة، بدعوى عدم تضخيم الأحداث، فبعض السياسيين يرون أن الأمر مجرد حوادث معزولة لا تمس بأمن المواطنين أو تزرع الفتنة، لكن الصمت لايؤدي إلا إلى حوادث خطيرة، فالتكفير ورم يستحق مداواته لا تشخيصه فقط.
الأكيد أن هذه الأحداث مؤشر خطير على تأثر بعض الأشخاص بخطابات التكفير، فيجي أن لا ننسى تقريرا للمصالح الأمنية بسبتة المحتلة تشير فيه إلى أن سكان المدينة يتأثرون بالسلفيين إلى درجة سفرهم إلى سوريا للقتال، فكيف حال لمغاربة يطلعون على فتاوى التكفير في "يوتوب" أو يحضرون ندوات لهم؟ إن الأمر خطير يستدعى مجهودات كبيرة من طرف الجميع لا فقط الأجهزة الأمنية.