هجمة شرسة تلقاها صلاح الدين مزوار، رئيس فريق الأحرار، ردا على ندوته يوم أمس (الثلاثاء)، إذ احتلت ردود فعل العدالة والتنمية واجهات الصحف، ففي جريدة المساء ليوم غد (الخميس)، نقرأ أن عبد الله بوانو رئيس الفريق النيابي للعدالة والتنمية يهاجم مزوار ويعتبر كلامه "عنوانا لعودة التحكم ونكوصا دستوريا”.
ونقرأ في التفاصيل، أن الأمر يتعلق باجتماع لجنة الداخلية في مجلس النواب، حذر فيه بوانو خلال تدخله في اجتماع اللجنة، مما أسماه عودة التحكم من جديد باعثا برسائل لمن يهمهم الأمر بالقول "جي 4 وجي 8 ما نجحاتش..ربي مابغاش ودابا غادي يبغي؟" ولن تعود بإذن الله"، ليجدد بوانو التحدي "من يطلب رئاسة الحكومة فليعد إلى الشعب..هذا لا يعني أن المشاركة غير ممكنة، ولكن كل واحد على قدر حجمه يتكلم".أما يومية الخبر الصادرة غدا (الخميس)، فركزت على استغراب بوانو شجاعة وجرأة مزوار في طرح خيار استقالة الحكومة حيث تساءل بالقول " ما معنى قدم استقالتك وحنا ناخدو بلاصتك، إنه العبث".
وفي جريدة أخبار اليوم، تأسف رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران على قطع شعرة معاوية مع مزوار، بعدما ترك الأخير الباب نصف مفتوحا بشأن احتمال تعويضه حزب الاستقلال في الحكومة، ورد بنكيران في هذا الصدد، كما نقلت جريدة أخبار اليوم، "لا تتسرعوا في هذه الظروف إلى الأحرار في الحكومة". وعنونت يومية النهار المغربية صراع حزبي الأحرار والعدالة والتنوية بعبارة "مزوار لاعب احتياطي في فريق بنكيران"، وتحدثت عن احتمالات فرز جديد للأغلبية والمعارضة وتبادل مواقع بين الاستقلال والأحرار، وركزت اليومية على حالة الشد القوية التي تعيشها الأغلبية الحكومية، على وقع ما خلفه تلويح شباط بالانسحاب، وخروج مزوار الأخير بتصريحه "لا يهمنا الدخول أو الخروج من الحكومة ولكن يهم المنهجية والأهداف"، وهو حسب الجريدة كلام "لا يحتاج إلى تأويل بقدر ما يفيد أن مزوار مستعد للعب دور الاحتياط في فريق بنكيران”.
لا عداوة دائمة
حالة السياسة المغربية التي باتت تلخص في "الكل يهاجم الكل"، ستزيد من دون شك في تعقيد حل الأزمة التي تعرفها الحكومة، لكن بالعودة إلى ما نسب لبنكيران في جريدة أخبار اليوم، أنه يتأسف على قطع شعرة معاوية مع مزوار، يعني أن اندفاعية بنكيران خفتت تاركة المجال لتحفظ أملته المرحلة، منطلقا من قاعدة تابثة بأن لا عداوة دائمة في السياسة.
غير أن خروج بوانو الذي هاجم مزوار بشدة، على شاكلة الهجمات المتبادلة التي تجمعتهما أيام الحملة الانتخابية، خصوصا أنهما ينتميان لمدينة واحدة هي مكناس، يجعل رئيس الحكومة في موقف محرج، فهو لايستطيع ثني نوابه عن الرد على تصريحات مرزوار، وفي الآن ذاته، لا يمكنه إقحام نفسه في هجومات مباشرة ضد الأحرار. وهو ما يعيد إلى الأذهان ذلك البلاغ الشهير الذي أصدره بعيد إعلان المجلس الوطني لحزب الاستقلال الانسحاب من الحكومة، وعبر فيه أنه الوحيد المخول له بمهمة الناطق الرسمي للحزب، وكل عضو من الحزب أصدر تصريحا إلا ويمثل نفسه.
الآن وقد أحرق شباط كل سفن العودة إلى الحكومة بعد أن رفع سقف مطالبه، لا يمكن لبنكيران إلا الالتفاف إلى الأحرار، فالأخير لم يعد يرفض بشكل قاطع المشاركة في الحكومة، فقط في الأمر شيء من الأنفة وشيء من "يتمنع وهو راغب".