وحسب اليومية فإن بنكيران وبعيدا عن لغة التلميح والإشارة، تحدث بشكل مباشر عن النمودج المصرين، محذرا من الانعكاسات السلبية التي ترتبت على إسقاط الملكية، واستمرار البحث عن مشروعية جديدة منذ ذلك الحين، ما تسبب في العودة إلى استعمال القوة بين الفينة والأخرى.
وذكرت الصحيفة بأن بنكيران الذي كان يتحدث نهاية الأسبوع الماضي أمام أعضاء حزبه المقيمين في الخارج، قال إن مصير التجربة السياسية التي انخرط فيها قبل أربعين سنة، سيكون إما الانعزال أو الاندثار، "بالنظر إلى بنيتنا ديال النهر الأول وطريقة تفكيرنا"، كما أوضح أنه لولا المراجعات التي قام بها رفقة "إخوانه" لكان مصيرهم أحد أمرين، "أرجحهما هو الانعزال عن المجتمع بشكل أو بآخر، وهذا واقع الآن في بعض الهيئات التي تشبهنا، والتي تقول هادشي ماشي هو هداك ونحن نطالب، وفي النهاية أنت غير موجود، وإما نوع من التفاعل السلبي مع المجتمع الذي في النهاية يقول إن هذه الفئة تزعجني بغض النظر على مزيانة أن لا، بل يتدبر أمره باش يتهنا من صداعك، فيرسل البعض إلى السجن والبعض يقتله والآخرون ينتهون، هذا هو التفاعل السلبي مع المجتمع".
وأضافت يومية أخبار اليوم بأن زعيم حزب المصباح قال إنه ورغم يقينه بكون أتباع الحركة الإسلامية صادقين، "لكن الروح التي سكنت الحركة الإسلامية بصفة عامة، ودعوني أكون واضحا معهم، هي روح فيها نوع من الانتقام أو كشخص ضاع منه شيء يريد أن يسترجعه"، كما أوضح أنه يقصد روح الذين يشعرون بأن الحكم ضاع منهم لما ضاعت الدولة الإسلامية في 1923، أي بسقوط الإمبراطورية العثمانية، "وهو ما سكن المشروع وسكن التصرف، بل سكن المشروع وسكن التصرف، بل سكن حتى العبادة، وهناك كتاب نحن من نشره في 1977 أو 1978 يتكلم عن الصلاة باعتبارها رص الصفوف كما لو كانت تدريبا، بينما هي عبادة".
وحسب اليومية دائما فقد وضع بنكيران مسافة بينه وبين هذه الروح بالقول "نحن لا نشعر أن شيء واحد خذا لنا شي حاجة بغينا نسترجعوها، حنا ما ما بيننا وبين أنفسنا بغينا نعبدو الله مزيان، ونحاول، فنوفق ولا نوفق، لكن ما يربطنا ببعضنا وبالمجتمع هو الرحمة"، مضيفا أن المغرب لم يكن أصلا معنيا بنقاش إعادة إقامة الدولة الإسلامية، "لأن الدولة الإسلامية التي كانت في المشرق كانت ممثلة عندنا في الدولة المستمرة حتى الآن، وهي لم تتخل عن مرجعيتها ولا يمكن أن تتخلى عنها، أما السلوك والتصرف فشيء آخر"، ثم عاد لانتقاد الحركة الإسلامية، معتبرا أنه ورفاقه "رضعنا حليب التنازع ومنطق راهم اليوم غالبينا، وغير على ما تتحسن الظروف وتتغير نسترجعو حتى حنا المبادرة"، موضحا أنه يعتبر ذلك منكرا لأن كلا من الشعوب والحكام والحركات الإسلامية مسلمون.
مواجهات بنكيران المفتوحة
الأمين العام لحزب المصباح انتقل من انتقاد تحربة الإخوان المسلمين، إلى مهاجمة خصوم حزبه في المغرب، معتبرا أنهم يعملون جاهدين لإفشال تجربة حزبه السياسية وإيقافها "بينما هي في بدايتها، ونحن نقوم بدور الإصلاح، وتصبح المعركة تدور في ميدان السياسية والانتخابات والميدان السلمي، ونراكم على ما لدينا من إيجابيات"، خصوم قال بنكيران إنهم ذاقوا حلاوة السلطة وأموالها، "ولهم نفوذ ومازالوا يعتبروننا حدثا طارئا، وقوسا يجب أن يغلق".