وفي هذا السياق، نقلت جريدة الصباح التي أوردت الخبر في عددها اليوم أن المكتب السياسي للحزب تداول في اجتماعه الأسبوعي المنعقد مطلع الأسبوع الجاري، قلق من "الراجع الكبير لنزاهة الانتخابات"، خاصة أن مناضلي الحزب، يقول مصدر من داخل المكتب السياسي، "وقفو على الاستعمال المفرط للمال حتى قبل انطلاق العملية الانتخابية، أمام أعين بعض الولاة، والعمال، والباشوات، والقياد.
وفي هذا السياق، هدد إخوان إدريس لشكر باتخاذ مواقف حاسمة، قد تصل "حد مقاطعة الانتخابات الجماعية والجهوية المقبلة، عوض اتخاذ موقف المتفرج، مفيدا أنه نسق مع بعض أحزاب المعارضة من أجل تنسيق المواقف، "خصة أنها ترفض هذا المسلسل الانتخابي الذي أبانت عدة مؤشرات أنه سيكون أسوأ استحقاقات تعرفها البلاد".
وفي هذا الصدد، أكد المصدر ذاته أن المكتب السياسي للحزب تدارس "استعمال المكاتب الوزارية في استقبال واستقطاب المترشحين، بدل مقرات الأحزاب"، وهو أمر رأى فيه الاتحاد الاشتراكي "استغلال غير قانوني لمؤسسات الدولة لأغراض انتخابية".
وحذر الحزب مما أسماه العودة إلى "ظاهرة استعمال المال والنفوذ في الانتخابات لاستمالة بعض الأصوات"، وهو ما يضرب حسب المصدر ذاته، "مصداقية العمل السياسي المغربي في الصميم، الذي يعاني من آفة استغلال الدين، وتوزيع المال تحت طائلة العمل الإحساني في العمليات الانتخابية".
في موضوع ذي صلة، قرر حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، المنتمي للمعارضة، ترؤس مهرجان خطابي، الأحد المقبل، في ملع الحسن الثاني بفاس، اختار له شعار "لا لتزوير الانتخابات"، خاصة أنه سبق لذات الشخص أن أشار إلى بدء تزوير الانتخابات حتى قبل بدايتها.
لعبة سياسية !
في الوقت الذي تؤكد فيه الأغلبية أن الانتخابات ستكون نزيهة، تصر المعارضة على أنها ستكون مزورة. كل هذا من حق الفاعلين السياسيين في هذا البلد، لكن بدل من أن توجه الأحزاب أنظارها إلى المواطن التائه الذي لم يعد يتق في العملية السياسية ككل، يصر هؤلاء على العزف على ذات الوتر، مما يزكي العزوف السياسي، بسبب اللعبة السياسية التي يعتبرها الكثيرون مكشوفة ومتجاوزة.