هكذا يعيش الجزائريون تعتيما كبيرا بخصوص الوضعية الصحية لرئيسهم. أما المغاربة فهم متيقنون أن موقف جارتهم التي يحكمها، فعليا، العسكر، لن تتغير لا مع بوتفليقة ولا مع غيره.
في هذا السياق، يكتب المختار الغزيوي في ركن "في الواجهة" على الصفحة الأخيرة من جريدة الأحداث المغربية، أن سياسة "الجزائر العدائية تجاه المغرب ستتواصل سواء بحياة بوتفليقة أو بعد رحيله، خصوصا أن الجنرالات هم الذين يسيرون الجزائر وهم الذين يحددون لمن يتولى رئاستها الصورية المواقف التي يجب عليه أن يتخذها تجاه كل القضايا الداخلية والخارجية. وتجاه كل الدول وفي مقدمتها طبعا الدولة التي يهتم بها الجنرالات أكثر من غيرها: الجارة الغربية للجزائر أو المغرب".
ويختم الغزيوي حديثه بالقول، "للأسف لن يعرف الجزائريون أبدا حقيقة ما يجري في بلدهم، فجنرالاتهم يصرون على تحويل أنظارهم باستمرار إلى ما لا يهمهم، لكنه يستنزف مالية شعبهم، وهذا أسوء ما في الوضوع".
جريدة الخبر سارت على المنوال ذاته، وكتب عبد الكريم لقمش في زاوية "الحر بالغمزة" بالصفحة الثانية تحت عنوان "الجزائر في غيبوبة سياسية": "إن الجزائريين اليوم يعلمون أنه لا الإعلام ولا العنتريات السياسية تملك القدرة على تغيير الحقيقة الثابتة الأكيدة التي تقول إن حكم بوتفليقة انتهى... وأن صناع القرار هناك يبحثون عن البديل المحتمل الممكن القادر على مواصلة الطريق نفسه".
ويضيف لقمش، "على المغرب أن يتحرك على كافة المستويات والأبعاد... خصوصا أن الكثيرين يعرفون اليوم أن المغرب لم يكن أبدا بعيدا عن صناعة الساسة هناك... صحيح أنهم قتلوا محمد بوضياف قبل أزيد من عقدين لما أحس الجنرالات هناك بأن ذلك المدني المحب للمغرب سيهدد توجهات البلد، ولكنهم لم يقدروا على قتل كل “بوضيافات الجزائر"، الذين يتكاثرون يوما بعد يوم".
رئيس إلى الأبد
إن المغاربة ليسوا منشغلين بما يحدث عند جارتهم الشرقية لأنهم ينتظرون تغييرا ما... فهم ليسوا سذجا إلى هذا الحد. بل إنه قلق الجار على جاره.. وقلق بخصوص ضبابية تلف مستقبل بلد تربطنا به علاقات تلريخية وجغرافية عريقة. أما السياسة وكل ما يرتبط بموقف الجزائر من قضيتنا الوطنية، وفتح الحدود... فتلك أمور تتجاوز الرئيس القديم والجديد. لذلك ولكل من يسأل عن مستقبل العلاقات المغربية الجزائرية نجيب: بوتفليقة ما يموت ...