وقالت مصادر مطلعة لـ"الصباح"، إن السير نحو بث الروح في تحالف "جي 8"، يأتي من منطلق اقتناع بأن التجمع الوطني للأحرار، هو الحزب الذي يمكن الرهان عليه، لقيادة التيار الذي سيخلق الفارق أمام الإسلاميين، في المرحلة المقبلة، بدلا من حزب الأصالة والمعاصرة، الذي لم يجد بعد قادته الوصفة، التي يسترجعون بها قوة الحزب، أمام هجمات عبد الإله بنكيران.
وأسرت المصادر لـ"الصباح"، أن رئيس الحكومة، ورغم ما انتهت إليه اللقاءات الأخيرة، بين زعماء أحزاب الأغلبية حول تنزيل التحالف من مستواه الوطني إلى المستويات المحلية، غير مطمئن لتحركات الأحرار، سيما بالأقاليم الجنوبية، أساسا استقطابهم حسن الدرهم، واحد من أعيان الاتحاد الاشتراكي بالصحراء وأيت باعمران.
وأفادت مصادر مطلعة للجريدة، أن عدم اطمئنان الأغلبية إلى تحركات الأحرار ورئيسهم، قبيل الانتخابات يزكيه اقتناع بعض المحيطين برئيس الحكومة بأن الحركة الانتقالية للأعيان بين الأحزاب، لا تتم دون التقاطهم لإشارات أو تعليمات.
كما أن الشك في نوايا حزب التجمع الوطني للأحرار ووجود دفع نحو ترتيب التحالفات بالشكل الذي كانت عليه في الفترة الماضية، يستند إلى عدم احتجاج الاتحاد الاشتراكي، وسكوته عن استقطاب رقمين انتخابيين كبيرين لديه، مثل سعيد أشباعتو وحسن الدرهم، إلى صفوف التجمع الوطني للأحرار.
وأكدت مصادر "الصباح"، أن تردد عبد الإله بنكيران في اتخاذ موقف من التحولات الطارئة في سلوك حليفه عكس الغموض الذي تحدث به، نهاية الأسبوع الماضي، أثناء تقديم برنامج حزبه للانتخابات المقبلة، سيما قوله إنه يوجد من "يصطاد في الجهات التي يعول عليها الوطن، وهو فارغ لا يمتلك شيئا"، وهو ما فهم من أنه إشارة منه إلى الحركة الانتقالية للأعيان بالصحراء.
ماذا يدور في ذهن بنكيران؟
ولم يخف عبد الإله بنكيران، وجود سعي إلى ترتيب المشهد وفق ما كان عليه في المرحلة السابقة، بتأكيده خلال المناسبة ذاتها، على وجود توجه يوهم الناس بأنه قادر على أن يضمن الاستقرار، وأن يضبط الخرجات غير المحسوبة، مقابل استعمال الديكتاتورية، واستعمال قوة الدولة في غير محلها، والإغراء والترهيب والوعود الكاذبة بما لا يمتلكون".
وتشير المعلومات ذاتها إلى أن عودة رئيس الأحرار، في الأسابيع الأخيرة إلى المساهمة برأي حزبه في السجالات حول الهوية والقيم والحريات، سيما حول واقعة محاكمة فتاتي إنزكان، ورده على تهجم أحمد منصور مذيع الجزيرة على مسؤولين وصحافيين مغاربة، على خلفية نشر تفاصيل توسط قيادي في العدالة والتنمية لزواج المذيع عرفيا من مناضلة في الحزب، اعتبر انطلاقة لسعي الأحرار إلى إعادة ترسيم الحدود والفرز مع العدالة والتنمية.