جريدة الأحداث المغربية ليوم غد، قالت إن الأمين العام لحزب الاستقلال، حتى وهو ينتظر تحكيما ملكيا في الأزمة بين حزبه ورئاسة الحكومة، "فهو لا يرتكن إلى الهدنة أبدا، ففي تجمع خطابي نظمه حزبه يوم السبت الماضي بفاس، أعرب شباط عن رغبته في تعديل حكومي موسع يشمل برنامج الحكومة، وإعادة النظر حتى في بعض المكمونات الحكومية، والأبعد من ذلك مطالبته بحكومة ائتلاف وطني".
وتضيف الجريدة بأن التجمع الخطابي الذي عقده شباط، كشف "بأن الخلاف بين الاستقلال والعدالة والتنمية صار خلافا حول البرنامج الحكومي برمته، كما نقلت اليومية قول شباط "إن الخلاف في الجوهر تتمحور نقطه حول الزيادة في الأسعار، وفي مفهوم الإصلاحات بين المكونات الحكومية، كما هو الحال بالنسبة إلى صندوق المقاصة والإصلاحين الضريبي والجبائي".وفي التجمع ذاته، كشف شباط، حسب اليومية ذاتها، عن رغبته في تحالف حكومي لا يتسوعب الفريق الوزاري لنبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، فبالنسبة إليه "الوزارات اللي كدير المشاكل هي وزاراة سي بنعبد الله مع الأسف"، ليقسم بعدها بأن المغرب بدون هؤلاء الوزراء سيكون على خير.
أما لسان حزب الاستقلال، يومية العلم في عددها ليوم غد، فخصصت حيزا هاما للقاء التواصلي الذي عقده حميد شباط بفاس، حيث نقرأ، أن شباط يدعو لتكثيف الجهود ورص الصفوف لمواجهة أعداء الديمقراطية وما أسماهم بدعاة الفتنة النائمة، مؤكدا أن المشروع الحكومي الوحيد الذي عارضه حزب الاستقلال هو الزيادة في الأسعار، ليضيف بعدها بأنه كان من الطبيعي أن تحصل الأزمة لأن رئاسة الحكومة دخلت في خصومات على جميع الجبهات.
هجوم مضاد
وإذا كان حميد شباط لا يذخر جهدا في سبيل مهاجمة رئيس الحكومة، فحزب العدالة والتنمية بدوره لم يقف مكتوف الأيدي، إذ عبر قياديون في الحزب عن استغرابهم من رفض حزبي الأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار تعويض حزب الاستقلال في الحكومة، كما كشفت عن ذلك جريدة الأحداث المغربية، وتضيف الجريدة أن "بنكيران استغرب من بلاغات الحزبين الرافضة لتعويض حزب الاستقلال، كما كشف قادة الحزب كون الانتخابات السابقى لأوانها خيار مكلف ماليا وسياسيا".
"صراع الديكة" هذا الذي بات سمة مهيمنة لخرجات زعماء الأحزب المغربية، يكشف بالملموس أن أي حل مطروح للأزمة السياسية سيزيد المشكل تعقيدا، فالأمر بدأ بصراع ثنائي بين شباط وبنكيران، لتجد باقي الأحزاب الأخرى نفسها مقحمة في النقاش، كحزب التقدم والاشتراكية الذي بات يرى فيه شباط السبيل الذي من خلاله سيحقق فيها غايته المتمثلة في التعديل الوزاري الموسع.
كل المؤشرات الحالية تؤكد استحالة استمرار الوضع على ما هو عليه، فهل سيطفئ التعديل الوزاري حماسة شباط؟ الجواب لم تتضح معالمه بعد، غير أنه يبقى الاحتمال الأكثر واقعية، مادام انسحاب حزب الاستقلال من الحكومة سيكلف البلاد كثيرا، سياسيا واقتصاديا.