وأضافت يومية "الصباح"، في عددها لغد الثلاثاء أن ما يؤكد أن تجربة حزب عرشان في استقطاب توجهات مختلفة على مقربة من إجراء الانتخابات، باتت مهددة بالفشل، هو عدم قدرة الأمين العام لحزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية إلى حدود الساعة على عقد ندوة صحفية كما سبق أن التزم بذلك، لتقديم أسباب ودواعي قبول سلفيين وشيعة بين صفوفه، ووضع حد لكل التأويلات التي صاحبت عملية الاستقطاب.
وعلمت "الصباح"، من مصدر قيادي في حزب "النخلة"، أن التيار السلفي الذي أعلن التحاقه بالحزب من داخل وخارج أسوار السجون المغربية، وبعدد كبير فاق 300 سلفي، اشترط طرد إدريس هاني الشيعي الذي لا ينظر إليه أتباع عبد الكريم الشاذلي بعين الرضى، إذ أصبحوا يطالبون عرشان بإبعاده، مقابل المرور إلى تفعيل وأجرة قرار الالتحاق بالحزب.
ووجدت قيادة حزب "النخلة" نفسها في موقف صعب للغاية، إذ يسابق عرشان الأب ونجله الذي يقود الأمانة العامة الزمن من أجل إيجاد صيغة توافقية بين الطرفين، لكن يبدو أن الأمر صعب عليهما، خصوصا بعدما أكد التيار السلفي بزعامة الشيخ عبد الكريم الشاذلي، أن إثبات انتساب إدريس هاني إلى الشيعة الرافضة يعرضه للتكفير وذلك تماشيا مع نهج السنة والجماعة.
من جهتها قالت مصادر عليمة من حزب "النخلة" لجريدة "الأحداث المغربية" في عددها لغد الثلاثاء، أن التيار السلفي وخاصة المعتقلين بالسجون ضغطوا على الشيخ عبد الكريم الشاذلي، المنظر للتيار الجديد المسمى السلفية الإصلاحية، وهو الذي أدين بعد أحداث 16 ماي بكونه أحد منظري السلفية الجهادية.
سبب الضغوط المتوالية على الشيخ، هو قبوله الانضمام إلى حزب سياسي يتواجد به "شخص ينتمي إلى المذهب الشيعي ينسب إليه أنه يسب الصحابة، وعائشة أم المؤمنين"، وهو ما لم يتقبله السلفيون بدعوى أنهم فعلا قاموا بمراجعات خاصة لأفكارهم حول العمل السياسي، لكنهم "لم يقبلوا بالعمل مع معتنق للمذهب الشيعي".
وأضاف المصدر ذاته، أن قيادة الحزب كانت طيلة الأيام الأخيرة تتصل بإدريس هاني الحسني، إلا أنه لا يرد قبل أن يتبين أنه كان في زيارة إلى إيران التي يدرس في إحدى حوزاتها العلمية، وذلك لاستجلاء حقيقة ما ينسبه له السلفيون، وإن كان الشيخ الشاذلي قد صرح بعد الانضمام لحزب "النخلة" أنه "لم يقرأ كتابات لإدريس هاني تؤكد الاتهامات الموجهة إليه"، إلا أنه حسب المصدر ذاته وأمام انتقادات الموالين للتيار السلفي، عاد الشيخ الشاذلي لقراءة كتابات في الموضوع وكان ينوي مناقشتها مع إدريس هاني لاستجلاء الحقيقة.
وأكد المصدر من حزب "النخلة" تضيف الجريدة، أن إدريس هاني غاب عن حضور زيارة ضريح المغفور له محمد الخامس والمرحوم الحسن الثاني يوم العاشر من شهر رمضان الجاري دون أن يدلي بتوضيحات عن أسباب الغياب.
الشاذلي في ورطة
الشيخ الشاذلي وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه أمام ضغوطات أنصاره خاصة داخل السجون، وهم الذين يراهنون عليه للملمة ملف المعتقلين داخل مختلف السجون، منهم خاصة ممن انتسبوا للتيار السلفي الإصلاحي، والذين ابتعدوا عن فكر السلفية الجهادية، المناصر لفكر دولة البغدادي "داعش"، وينتظرون أن يتم النظر في ملفات العفو عنهم.

