خصصت يومية الأخبار موضوعها الرئيسي، في يوم غد (الجمعة)، للأدوية، فقالت إنها حصلت على نسخة من اتفاقية سرية وقعتها وزارة الصحة مع مصنعي الأدوية بالمغرب، تتم بموجبها حماية مصالح أصحاب مختبرات صناعة الأدوية، ل"كي لا تتضر أرباحهم من القرار الذي اتخذه وزير الصحة، الحسين الوردي، بتخفيض أثمنة 320 دواء، وهو القرارالذي يعتبره بنكيران من أهم المنجزات التي حققتها حكومته منذ تنصيبها"، إلا أن هذه الاتفاقية تسير عكس هذا القرار، من خلال تنصيصها على إجراءات تهدف إلى الزيادة في 2.700 نوع من الدواء تعتبر الأكثر استعمالا من طرف المواطنين المغاربة".. مفاجأة من العيار الثقيل، فأسعار الأدوية سلكت الاتجاه المعاكس بدل خفضها ارتفعت. فكيف تم ذلك ؟
حسب الجريدة نفسها، فإن الوزارة "توفر الحماية لبعض لوبيات صناعة الأدوية الأصيلة"، وتعمل مقابل ذلك على اتخاذ قرارات مجحفة في حق المصنعين المغاربة الذين يوفرون 7.500 منصب شغل مباشر 40 ألف منصب شغل غير مباشر".وثيقة سرية
لم تقف الصدمة عند هذا الحد، فجريدة الصباح كشفت بدورها عن الوثيقة السرية، إلا أنها أكدت أن هناك تفاصيل أخفتها الوزارة عقب الحديث عن تخفيض أسعار 700 دواء، بل نصت على رفع أسعار 2.700 دواء أصلي وجنيس، مشيرة إلى" أن الاتفاق الذي حدد هدفه الرئيسي في تخفيض الأدوية لم يحدد نسبة هذه الزيادات، بل طرح ضرورة تدارسها في مرحلة ثانية، علما أن بعض جمعيات الصيادلة دقت ناقوس الإفلاس، مؤكدة أن الزيادة في الأسعار من شأنها ضرب القدرة الشرائية لشريحة واسعة من الزبناء، خاصة أن نوع الأدوية التي ستشملها الزيادة هي الفئة التي يستهلكها المغاربة أكثر". فهل انتبهت وزارة الصحة إلى هفوتها ؟ ومن له المصلحة في تسريب الوثائق إلى الصحف الوطنية ؟تعترف جريدة الأحداث المغربية، في عدد غد (الجمعة)، بوجود خلاف بين الوزارة والصيادلة، مما سيوقف تخفيض أسعار الأدوية، موضحة "أنه بعض انطلاق المفاوضات، بشكل سري، بين وزارة الصحة والصيادلة والموزعين والمصنعين حول تخفيض الأدوية توقفت، فالتراجع المخيف في صناعة الأدوية بالمغرب ب26 في المائة، وفقدان سبعة ملايين وحدة، وخسارة 120 مليون خلال هذه الفترة، ما جعل المفاوضات بين الموزعين والمصنعين والصيادلة والمصنعين والصيادلة حول تخفيض ألف دواء تتوقف بدعوى ألا جدوى من تخفيض الأدوية، فالصيادلة بدورهم هم أيضا انتفضوا معارضين".
إنها معركة لا تنتهي أبدا، فكل طرف يُشهر سلاحه ويكشف وثائق يصنفها في خانة السرية، والخلاف طال ملفا ظلت وزارة الصحة وحكومة بنكيران تحتفي به بصفته من أهم إنجازاتها، قبل أن يتبين الآن أن عملية التخفيض أسعار الأدوية لن تكن يسيرة وسهلة، فهناك مخاض صعب ومعقد.