تأتي قيمة هذا الكتاب السيرذاتي في كونه يضع القارئ أمام محطّات هامّة من سيرة الرجل العلمية والسياسية والأكاديمية ومحاولة معرفة مجمل التحوّلات التي طالت حياة الرجل. كما يُقدّم الكتاب أرضية خصبة للعديد من الباحثين في أنْ يكون أرضية لبناء أفكار ومواقف وتصوّرات، فهو يُعدّ مرجعاً هاماً لكونه يُقدّم العديد من المعلومات والإشارات التي تكون في الغالب مفيدة بالنسبة للباحثين والمؤرّخين من أجل التأريخ لمساره السياسي وفهم المنطلقات المعرفية التي ظلت تؤسس مسار ووعي الرجل في علاقته بالمجتمع والسياسة. ولا شكّ أنّ المسار الطويل الذي قطعه إسماعيل علوي كافٍ بأنْ يُكتب عنه كتب وتُنجز حوله دراسات بحكم الوضعية الاعتبارية والمناصل الكبيرة التي شغلها داخل المغرب.
يعطي الكتاب للباحثين معلومات هامّة حول سيرته الذاتية وأفقه العلمي ومسيرته السياسية، كما يستعرض بطريقة غير مباشرة أهم اللحظات التاريخية التي عرفها المغرب في علاقته بدول الجوار. بهذه الطريقة يغدو الكتاب عبارة عن وثيقة تاريخية هامّة تُمكّن الباحث من التعامل مع الكتاب كوثيقة قادرة أنْ تمدّه بعشرات من الحقائق حول سيرة الرجل ومكانته داخل السياق السياسي الذي انتمى إليه، فكراً ومعتقداً وانتماءً.




