فتحت الرئاسة الفعلية للخليفة العام سيرين بابكار سي محمد منصور، ممثلا بالسفير السابق الشيخ تيديان سي، تميز الحفل الرسمي لهذا الملتقى الذي يتواصل على مدى ثلاثة أيام، بمشاركة وفد مغربي كبير يتكون من سفير المملكة بالسنغال حسن الناصري، ورئيس المجلس المحلي لعلماء النواصر محمد الزياني، وهو أيضا أستاذ بمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، ورئيس المجلس المحلي لعلماء مكناس، حمو أورامو، ورئيس المجلس المحلي لعلماء صفرو، محمد وصلو، ورئيس المجلس المحلي لعلماء جهة العيون، محمد لوناس، ورئيس المجلس المحلي لعلماء عمالة المحمدية، محمد الوكيلي.
ومثل الرئيس ماكي سال في هذا الحفل الذي نظم بساحة الجامع الكبير في دكار، وزير التجارة والاستهلاك والمقاولات الصغيرة والمتوسطة، الناطق الرسمي باسم الحكومة، عبد الكريم فوفانا.
وقد حظي الوفد المغربي، كالعادة، باستقبال حار من لدن عائلة الحاج مالك سي والعائلات الصوفية الأخرى، خاصة من قبل العائلة العمرية وعائلة نياس دو كاولاك.
وفي بداية هذا الحفل التمس رئيس تنسيقية التيجانيين بدكار، الحاج تيديان غاي من أعضاء الوفد المغربي، إبلاغ الملك محمد السادس، أمير المومنين تشكراته الخالصة للعناية السامية، والاهتمام الخاص الذي ما فتىء جلالته يحيط بهما التيجانيين بدكار، وكافة الاسر الدينية بالسنغال. ودعا غاي الحضور الى رفع أكف الضراعة الى العلي القدير، بأن يحفظ الملك محمد السادس أمير المومنين، ويمن عليه بالصحة وطول العمر، وان يقر عينه بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وسائر افراد الاسرة الملكية الكريمة.
وبهذه المناسبة، أعرب وزير التجارة والاستهلاك والمقاولات الصغيرة والمتوسطة، الناطق الرسمي باسم الحكومة، عبدو كريم فوفانا، عن أحر التحيات الأخوية باسم رئيس الدولة ماكي سال، لجلالة الملك أمير المؤمنين. لدعمه الدائم لإقامة هذه الأيام الثقافية الإسلامية في دكار.
وقال فوفانا: « نحن سعداء للغاية بهذه العلاقات الوثيقة والمبنية على قيم وتطابق الرؤى حول قضايا عالمية وللأخوة الدائمة بين البلدين ».
وفي هذا الصدد، أشاد بالدعم المستمر والحضور الدائم للمملكة المغربية في هذا الحدث الديني الهام بالنسبة للمسلمين في السنغال، ولا سيما الطريقة التيجانية، مشيرا إلى أن الأيام الثقافية الإسلامية ظلت مميزة منذ أكثر من 40 سنة بنوعية مشاركة الوفود المغربية. وفي هذا الصدد، أعرب المسؤول السنغالي عن شكره لسفير المملكة بدكار على التزامه وعزمه، تنفيذا للتوجيهات السامية للملك، على الحفاظ على هذا الارث الغني والمتميز، المتمثل في العلاقات بين السنغال والمغرب، مشيرا إلى أن الامر يتعلق بـ »إرث كبير نابع من السعادة والغنى والأخوة ». و أشاد الخليفة العام سيرين بابكار سي محمد منصور، في كلمة تليت بالنيابة عنه، بالدور الذي يضطلع به الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، وبجهوده الحثيثة ومبادراته المتواصلة للحفاظ على الثوابت الدينية وتوطيد الروابط الروحية المتينة والعلاقات العريقة بين المملكة المغربية وجمهورية السنغال، على غرار أسلافه المنعمين.
وبعد أن سلط الضوء على عمق العلاقات الروحية التي تربط البلدين الشقيقين، أشار إلى أن هذا الحدث الديني يعد إطارا متميزا للتضامن بالنسبة للمسلمين في السنغال وفرصة مواتية لغرس مبادئ وقيم الاسلام الوسطي لدى الاجيال القادمة. وفي كلمة باسم الوفد المغربي، نقل سفير المملكة بالسنغال، تحيات الملك الخالصة إلى الطريقة التيجانية، مبرزا العناية التي ما فتئ يوليها أمير المؤمنين، للتيجانيين خاصة ولمجموع العائلات الصوفية بالسنغال. وفي هذا السياق، جدد الناصري التأكيد على أن المملكة المغربية، بتعليمات ملكية سامية، تواصل دعم ومواكبة هذا الحدث الديني الهام، مضيفا أن مشاركة المغرب في هذا الحدث تبرهن على التقدير الكبير الذي يكنه جلالة الملك للعائلات الصوفية في هذا البلد الشقيق، وتعكس تمسك المغرب بقيم الإسلام الوسطي. واغتنم الناصري هذه المناسبة لتوجيه الشكر للسنغال، حكومة وشعبا، على تضامنها مع المغرب عقب الزلزال الذي ضرب مناطق بالمملكة شهر شتنبر الماضي، وهو ما يعكس عمق الروابط بين البلدين الشقيقين، تحت قيادة قائديهما الملك محمد السادس والرئيس ماكي سال. من جانبه، طلب السفير السابق الشيخ تيديان سي من الدبلوماسي المغربي أن ينقل للملك تحيات الخليفة العام الاخوية، سيرين بابكار سي محمد منصور، والعائلة التيجانية، وكذا الامتنان العميق لمجموع التيجانيين.
وتنظم الايام الثقافة الإسلامية بدكار، التي تعد واحدة من أكبر أحداث الطريقة التيجانية بالسنغال، منذ سنة 1986، تحت الرعاية السامية للمغفور له الملك الحسن الثاني، ثم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، أمير المومنين.