وضعت الحمير الستة في مقدمة المسيرة، وبدل أن تسرق شعارات المظاهرة الأضواء، أخذ الناس يتسارعون لأخذ صور تذكارية مع الحمير، لعلها تؤرخ لبداية عهد جديد في المظاهرات.
لم يشأ أي استقلالي في الدردشات الجانبية على هامش المسيرة أن يفسر دواعي هذا الاجتهاد "الحميري"، ولا دلالة عددهم الذي بلغ ستة، رغم أنه مباشرة خلف موكب الحمير، نصبت لافتة عليها ستة وزراء أيضا للعدالة والتنمية بصور كاريكاتورية، ولا يدري أحد هل هناك من علاقة بين الرقم 6 في الحالتين.
وأثناء المشوار بين مقر حزب الاستقلال وشارع محمد الخامس، صعدت أصوات تتغنى بشعارات لا تتلائم والمناسبة، حيث صادفت المسيرة مرور مشجعين للجيش الملكي كانوا متوجهين لمشاهدة مباراة فريقهم بملعب الأمير مولاي عبد الله، فانصهروا وسط الحشود، واستبدلت الشعارات السياسية بالشعارات الرياضية على أنغام الدربوكة، ليتدخل النائب البرلماني عادل تشيكيطو، الذي كانت يعتلي سيارة "هوندا" ويعيد الأمور إلى نصابها.
بمجرد وصول المسيرة إلى ساحة البريد، تفاجأ الجميع بوضع حواجز حديدية من رجال امحند العنصر لكي يمنعوا وصول المتظاهرين لأمام ساحة البرلمان، وهنا سيتفاجأ الجميع بحالة هستيرية من جحشين تضايقا من الموقف الذي وضعا فيه، لتكون صدمة المنظمين كبيرة عند انتهاء المسيرة، حينما عاد 4 حمير فقط من أصل ستة، وكأنهما يعلنان "انشقاقهما" عن الدور الذي أريد لهما لعبه.
انتهت المسيرة على إيقاع الفوضى، وتسابق الشباب القادم من مدن أخرى إلى صعود الحافلات، وفي حوزتهم صورة تذكارية مع الحمير الستة.