خلافات حادة في لجنة المالية والاقتصاد
تحولت قاعة لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب، الثلاثاء 28 أكتوبر، إلى مسرح لتبادل الآراء الساخنة بين الأغلبية والمعارضة خلال دراسة مشروع قانون المالية (PLF) لسنة 2026. انطلقت الأشغال صباحا برئاسة نادية فتاح العلوي، وزيرة الاقتصاد والمالية، وفوزي لقجع، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، وسرعان ما اتخذت المناقشات منحى جدليا.
وانتقد نواب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والتقدم والاشتراكية، عبد الرحيم شهيد وأحمد عبدي، مشروع القانون بحدة ما وصفوه بـ«الحكامة المعيبة» للحكومة ولحزب التجمع الوطني للأحرار. واعتبروا أن تراكم التأخيرات والتحكيمات المثيرة للجدل في الأوراش الاقتصادية والاجتماعية يغذي «استياء عميقا» داخل المجتمع.
الأغلبية ترد وتدافع عن الإصلاحات
وجاء رد الأغلبية مباشرا. فقد استنكر محمد شوقي، رئيس الفريق البرلماني للتجمع الوطني للأحرار، ما وصفه بـ«الخطاب الشعبوي وغير المسؤول» لفرق المعارضة، مشدداً على أن هذا الخطاب «يفوت على الأمة فرصا، يهدر وقتا ثمينا ويقوض معنويات المواطنين، خاصة الشباب».
ورفضت المعارضة هذه الاتهامات، مؤكدة أن أسئلتها تتعلق بطلبات ملموسة وهي: تحسين عرض الرعاية الصحية، ورفع جودة النظام التعليمي، وتوسيع آفاق التشغيل.
وبلغة متزنة، ذكر رئيس فريق الأصالة والمعاصرة، أحمد تويزي، بالتأطيرات الماكرو-اقتصادية الرئيسية لمشروع قانون المالية 2026 وهي: نمو مستهدف بنسبة 4,8%، وتضخم في حدود 2%، وحصيلة حبوب متوقعة بـ70 مليون قنطار، وخفض العجز الميزاني إلى 3,5%.
وأشار إلى أنه «بفضل الإصلاح الضريبي الأخير، لم يقدم المشروع أي زيادة في الضرائب»، مثنيا بالمناسبة على تقدم الإيرادات الضريبية، التي تقدر بنحو 300 مليار درهم في 2024، مقابل 262 مليار درهم في العام السابق.
على المستوى القطاعي، أبرزت الأغلبية المجهود المالي المخصص لقطاعي الصحة والتعليم، والذي خُصص لهما غلاف إجمالي يبلغ 140 مليار درهم. وأكد النائب عن مراكش على أنه «دون حكامة جيدة وتدبير صارم، لن يمكن تحسين لا الصحة العمومية ولا المدرسة على نحو مستدام».
من جهته، اعتبر أحمد عبادي، النائب عن حزب التقدم والاشتراكية من تاوريرت، أن التعبئة الأخيرة للشباب تعكس «تصويتا بحجب الثقة» عن حصيلة الحكومة، وذلك قبل أقل من سنة على انتهاء ولايتها. ومن المقرر أن تستمر جلسات الاستماع والمداخلات مساء الثلاثاء، تحت إشراف نادية فتاح العلوي وفوزي لقجع.
