في عدد يوم غد الثلاثاء، انتم على موعد مع كارنفال حصري لشخصية واحدة وحيدة، ولن تجدوا شيئا آخر سوى ظهور عبد الله باها، وزير الدولة ونائب أمين عام حزب العدالة والتنمية، ظل عبد الإلاه بنكيران وصندوق أسراره.
فجأة التقط الجرائد كل إشاراته وتحول الرجل الكتوم إلى سياسي ثرثار، قال في 24 ساعة ما لم يقال في سنة ونصف من عمر الحكومة الملتحية. فباها يخبر لعبة الصحافة وأساليبها فقد شغل الرجل منصب رئيس تحرير جريدتي "الإصلاح" و"الراية"، ومنصب نائب مدير نشر يومية "التجدي".
باها إذن شبيه بثعلب محمد زفزاف، يعرف متى يظهر ومتى يختفي. وربما عرف اليوم أنه حان الوقت ليقوم بدور "حكيم الحزب" الذي يتحدث عند اشتداد الأزمة أو في اللحظات الحاسمة ليلعب لعبة الإعلام ويمرر خطاباته وخطابات حزبه بالواضح والمرموز.
وليس هناك أبلغ من الصور التي انتقتها أغلب اليوميات، إذ نشرت جريدة الأحداث المغربية صورة لباها إلى جانب بنكيران في قبة البرلمان. واختارت جريدة أخبار اليوم أن تضع على صدر صفحتها الأولى صورة لبنكيران وباها "الراس على الراس" يتداولان في ما بينهما، لكن الصورة تعطي الانطباع أكثر على أن باها يسر بشيء مهم فيما بنكيران يستمع بانتباه وإعجاب إلى ظله و"حكيم حزبه" كما اختارت الجريدة أن تسميه.
جريدة الخبر نشرت بدورها صورة لابتسامة كبيرة من باها على صفحتها الأولى وكأنها ابتسامة المشهد الأخير في "هابي أند" فيلم هوليوودي.
صاحب الظل الطويل
في زمن "سنوات الرصاص التلفزيوني" كانت القناة الأولى تعرض سلسلة تلفزيونية للأطفال عن فتاة يتحكم في مسار حياتها شخص يرمز له ب"صاحب الظل الطويل"، لأنه لم يكن يظهر على الشاشة سوى ظله وهو يحرك خيوط اللعبة، ويتحكم في كل شيء من وراء حجاب، إلى أن تأتي اللحظة الحاسمة ليظهر صاحب الظل الطويل في ساعة الحسم وفقط عندما تبلغ الإثارة ذروتها.
اليوم فإن ظهور "صاحب الظل الطويل" في حكومة بنكيران دليل على أن ساعة الحسم قريبا وأن اللحظة بكل تجلياتها تستدعي ظهور الرجل الحكيم والبطل الخارق الذي سيمر بحكومة اخترقتها الشقوق، وبدأ يملأ الماء جنباتها، إلى بر الأمان، قبل أن تغرق.