نبدأ بيومية أخبار اليوم ليوم غد الثلاثاء، حيث كتب توفيق بوعشرين في عموده أن قرار حزب الاستقلال بالانسحاب ثم التراجع عنه نسبيا في انتظار عودة الملك، لا يعدو أن يكون "كاميرا خفية" من إخراج حميد شباط، وتسائل بوعشرين "لو كان حزب الاستقلال يريد فعلا الخروج من الحكومة، بإجماع أعضاء مجلسه الوطني، هل كان ضروريا أن يحيل على الفصل 42 من الدستور، وأن يقحم الملك في صراعات حزبية حول كراسي وزارية في الحكومة؟".
وخلص بوعشرين في افتتاحيته بأن "اللعبة معقدة ومن رأى بنكيران في الإطلالات الأخيرة في مجلس المستشارين أو بين أعضاء شبيبته سيدرك أن رئيس الحكومة في "ورطة" وأن كل مشاريعه مجمدة(...) ولهذا فضل الذهاب لعقيقة أحد أفراد أسرته وأذنه على الهاتف ينتظر استقالة اجتماعية لوزراء الاستقلال".
أما يومية المساء، الصادرة غدا الثلاثاء، فكتبت في ركن "مع قهوة الصباح"، بأن قرار حميد شباط الانسحاب من الحكومة كشف عن أزمة عميقة تهدد السير العادي للحكومة (...) وهو ما يفرض على بنكيران بأن يخرج بموقف واضح مما قرره شباط ومجلسه الوطني، فإما أن يقبل بمطالب زعيم الاستقلاليين وتكون هذه فرصة لاستمرار الحكومة في أداء مهمتها، وإما أن يختار حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات مبكرة".
واختار حزب الاتحاد الاشتراكي المعارض عبر جريدته "تقطير الشمع" على رئيس الحكومة، إذ كتبت الجريدة في ركن "كلمة العدد"، بأن بنكيران أبان عن عجز كبير في التواصل السياسي المؤسساتي، وهو يواجه أول ولعلها أكبر أزمة في تدبير أغلبيتهن قبل تدبير الشؤون العامة”. وأضافت الجريدة بكون "رئيس الحكومة يخلق ظروف الالتباس عندما يتحدث، ويخلق ظروف موت التواصل السياسي عندما يسكت، وهما أمران أحلاهما مر".
أما نادية صلاح، مديرة التحرير في "ليكونوميست" فقد كتبت في عمودها بالصفحة الأولى عن ديماغوجية الحكومة التي يقودها بنكيران والتي تتحدث أكثر مما تفعل. وفي السياق نفسه كتب هشام موحلال على الصفحة الأولى من "أوجوردوي لوماروك" أن المطلوب اليوم هو حكومة مبنية على الكفاءة لا على الكوطا الحزبية.
المنهزم لا صديق له
وفي يومية الأحداث المغربية، تحديدا في ركن "على مسؤوليتي" تحدث مدير الجريدة محمد البريني أنه يرجى أن يشكل قرار حزب الاستقلال صدمة كهربائية لرئيس الحكومة وحزبه، تحفزهما على القيام بمراجعة جذرية للنهج الذي قادا به لحد الآن الحكومة".واعتبر البريني أن المغرب ليس في حاجة إلى رئيس حكومة يتحدث كرئيس حزب وليس كقائد سلطة تنفيذية مهمتها خدمة جميع المغاربة، سواء أكانوا من مؤيديه أو من معارضيه".
آراء افتتاحيات الجرائد المغربية تجمع بشكل قطعي بأن الحكومة دخلت في نفق أزمة يستحيل الخروج منه دون اجثتات المسببات التي أدت إلى هذا الوضع، وهو الأمر الذي لن يحدث إلا إذا أفضت هذه المستجدات إلى وضع جديد، تعلو فيه مبادئ الانسجام الحكومي، والتوازن في توزيع الحقائب الوزارية، ورئيس حكومة "يصدق فعلا" أنه رئيس حكومة له ما تيسر من صلاحيات دستورية لم تتوفر لأسلافه.