اليوسفي: انتظرت الربيع العربي طويلا

DR

في 11/04/2015 على الساعة 15:15

في أول حوار له منذ اعتزاله العمل السياسي، خرج عبد الرحمان اليوسفي الذي قاد حكومة التناوب في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، بتصريحات مثيرة ضمن حوار أجراه معه موقع "العربي الجديد". الكاتب الأول السابق للاتحاد الاشتراكي والقوات الشعبية، تحدث عن الربيع العربي وما خلفه. وكذا علاقته مع الملك محمد السادس.

وعبر اليوسفي عن رأيه حول الربيع العربي وتبعاته قائلا: "عشته وأنا منفعل بأحداثه، وكأني أنتظره منذ زمن بعيد، وأنا الذي قضيت عمري في العمل السياسي، وجربت المعارضة والحكم، وعشت زمنا طويلا في المنفى (15 سنة).. لقد هزتني رياح الربيع العربي، ولكني لم أتفاجأ بها، كنت أخمن دائما أن الشعوب العربية ستصحو قريبا لتأخذ مصيرها بيدها".

أما بصدد المآلات، أبرز اليوسفي أن "الوضع الراهن مؤلم، ولكن قد يكون ضروريا، ويعني بذلك التجليات الدموية في سورية واليمن وحتى ليبيا".

أما بخصوص رأيه حول ما يقع في الدول العربية لاسيما سوريا، فقال اليوسفي، "أن رد الفعل العربي والدولي لم يكن على مستوى الحدث، مضيفا "تحرك العرب في البداية، وكنا ننتظر أن يتمكنوا من تأمين موقف يضمن حقوق الشعب السوري ويحميه من القتل، ولكن موقفهم اتسم بالجمود والتراجع، حتى أن القمة العربية الأخيرة كادت أن تدعو النظام للمشاركة، بعد أن استبعدت المعارضة.. لا يعقل أن يبقى الموقف العربي على ما هو عليه بعد أربع سنوات من القتل والتشريد. لم يعش شعب مأساة كما يعيش الشعب السوري اليوم. وفوق ذلك فإن التضامن العربي ضعيف جدا".

واعتبر عبد الرحمان اليوسفي في معرض جوابه حول التجربة التونسية، أن هذا البلد له الفضل الأساسي في إطلاق الموجة الأولى التي حركت الوضع العربي الراكد، مستطردا "راقبت باهتمام شديد ما حصل في هذا البلد المغاربي، وأسجل تقديري للأطراف السياسية والنخب التونسية ومكونات المجتمع المدني بتوافقها للخروج بنتائج إيجابية للثورة. ومن الواضح أن التجربة التونسية تسير في طريق تحقيق مكاسب أخرى".

أما فيما يجري في الساحة الليبية، أكد اليوسفي "أن هناك عناصر داخلية وخارجية أدت دورا سلبيا في تعقيد الوضع الليبي، وإيصاله إلى ما هو عليه من اقتتال بين الأخوة. وأظن اليوم، يضيف اليوسفي أن عناصر التلاقي بين الأطراف الليبية أكبر من عوامل الاختلاف التي أشعلت فتيل المواجهات.. ولهذا أرى أن أمام الحوارات التي استضافها المغرب، فرصة جيدة يجب أن يتمسك بها الليبيون، وعدم التفريط بها، لأن هذا هو المخرج الوحيد من الأزمة".

وقال عبد الرحمان اليوسفي في الحوار ذاته، أنه يتواصل من حين لآخر مع الملك محمد السادس، وأبرز أن آخر مهمة كلفه بها كانت تتعلق بمهمات خارجية في إطار ملف الصحراء، "ولكن منذ قراري باعتزال العمل السياسي يضيف اليوسفي احترم رغبتي، وكانت المرة الأخيرة التي طلب رأيي فيها لدى تشكيل الحكومة الحالية التي يقودها عبد الإله بنكيران في سنة 2011".

تحرير من طرف Le360
في 11/04/2015 على الساعة 15:15