أحداث 16 ماي.. جرح عمره 10 سنوات

Le360

في 10/05/2013 على الساعة 19:02, تحديث بتاريخ 15/05/2013 على الساعة 19:38

أقوال الصحفعقد بالكامل مر ومازال جرح أحداث 16 ماي الإرهابية لم يندمل، قبل هذا التاريخ كان المغرب يتباهى بإسلامه المتسامح، النابذ للانشقاقات المتطرفة، إلى أن قررت مجموعة من المتطرفين تلطيخ البلاد بتلك العملية الإرهابية.

لم تكن الذكرى العاشرة لأحداث 16 ماي لتمر دون تسليط مزيد من الضوء على الحدث، واستعادة سيناريو تلك الليلة الحزينة، الصحف الصادرة نهاية هذا الأسبوع خصصت ملفات مطولة لعشرية الحدث الإرهابي.

مجلة l'Observateur لهذا الأسبوع، خصصت ملفا من 12 صفحة للذكرى، وطرحت سؤال هل انتهى الخطر الإرهابي المحذق بالمغرب؟ إجابة على هذا السؤال انطلقت المجلة من كون وزارة الداخلية، ومنذ سنة 2003، وهي تقوم بحل الخلايا الإرهابية، قبل أن تضيف المجلة، "أن سبب تنامي هذا الفكر المتطرف الذي ينشد العنف، ليس هو الفقر كما يروج له، إنما هو الفكر الوهابي القادم من الشرق”.المجلة تحدثت أيضا عن سياسة وزارة الداخلية في مكافحتها للإرهاب، حيث تضم الزنازن حوالي 700 معتقلا إسلاميا، وهي حصيلة عشر سنوات من اليقظة حيال الخلايا المتطرفة.

في الملف نجد أيضا، حوارا مع محمد النشناش رئيس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، الذي تحدث عن وجود تجاوزات في ملف المعتقلين الإسلاميين، وقف عليها أيضا المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، حتى إن الملك شخصيا قال في حوار له مع الجريدة الإسبانية "إل باييس" سنة 2005 أنه حدث تجاوزات من طرف المصالح الأمنية خصوصا في السنتين التي أعقبتا الحادث الإرهابي.

مجلة Telquel بدورها خصصت ملفا للذكرى، عنونته بـ:” 16 ماي يوم بلا نهاية"، وتحدثت فيه عن "مملكة الكاميكاز" حيث شهدت تلك الليلة، حدثا لم يكن في الحسبان، الحديث عن تلك القنابل البشرية التي انفجرت في أماكن مختارة بعناية، كالفنادق والمطاعم والمصالح الأجنبية.وعادت المجلة لتتحدث عن الإرهاصات التي أدت لتبني قانون الإرهاب في 28 ماي 2003، إذ حتى حزب العدالة والنتنمية المعارض وقتها صوت بنعم، أما حزب الاتحاد الاشتراكي الذي كان في الحكومة، فقد أقر بلسان القيادي محمد اليازغي وقال" أنه كان على النواب أن يتخدوا قرارا عاجلا، فكان التصويت بنعم".

يومية المساء بدورها، خصصت في عددها لنهاية الأسبوع، ملفا عن التفجيرات عنونته بـ"اللغز" ونقلت فيه الجانب الإنساني لعائلات الإسلاميين المعتقلين، حيث أصبحوا ضحايا من نوع آخر، وبات أطفالهم ينعتون "بأبناء الإرهابيين". إلى جانب طرح سؤال المصالحة بين الدولة والسلفيين، حيث أجمع الأكاديميون المحاورون عن استبعاد الترخيص لحزب سلفي بالمغرب.

ماذا بعد؟

هي إذن عشر سنوات مضت على 16 ماي، قتل خلالها 45 شخصا، ولم يظهر بعد من كان أو من كانوا وراء هذه الأحداث، فمن السذاجة القول بأن مدبري هذه العمليات هم أولئك المغرر بهم الذين جعلوا من أجسادهم قنابل بشرية، فالأصح هم أول ضحايا الفكر التطرفي.إن الدولة مطالبة اليوم بسلك مقاربات مختلفة لمحاربة الإرهاب، واجتثاته من جذوره من خلال إعادة النظر في المقررات التعليمية وتربية المواطن على النقاش والحوار وإعمال العقل.

في 10/05/2013 على الساعة 19:02, تحديث بتاريخ 15/05/2013 على الساعة 19:38