25 سنة من الحكم (الحلقة 17): الإرادة الملكية تُحوّل الصحراء المغربية إلى جَنّة فوق الأرض

المشاريع الملكية، المُندرجة في إطار النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، تُحوّل الصحراء المغربية إلى جنة فوق الأرق (وليد بلفقيه/Le360)

في 02/08/2024 على الساعة 09:00, تحديث بتاريخ 02/08/2024 على الساعة 09:00

فيديوشكّل النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، الذي أطلقه الملك محمد السادس، عام 2015 من مدينة العيون، بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، (شكّل) نٌقطة تحوّل هامة في تاريخ الصحراء المغربية. هذه الرؤية الملكية الثاقبة والحكيمة، حملت في ثناياها كلّ معاني النماء والزدهار.

خلال الأسبوع الجاري، يحتفل المغاربة، ملكا وشعبا، بالذكرى الـ25 لاعتلاء عاهل البلاد عرش أسلافه المُنعّمين (30 يوليوز)، وهي مناسبة لاستحضار أبرز محطات النجاح التي عاشها، وما زال يعيشها، أهل المملكة الشريفة، في ظل حكم الملك محمد السادس، ولعل أبرز هذه المحطات: النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية.

إذا ما أردنا الحديث عن هذا النموذج التنموي، فستكون الانطلاقة من الطريق السريع تيزنيت-الداخلة. مشروع ملكي ضخم، قاربت ميزانيته عشرةَ مليارات درهم، ليربط وسط المملكة بجنوبها، على طول حوالي 1100 كيلومتر. وقد شكل هذا المشروع موضوع اتفاقية شراكة، وُقّعت شهر فبراير 2015، بين ثلاث وزارات (وزارة الداخلية ووزارة الاقتصاد والمالية ووزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء)، فضلا عن أربع جهات (سوس-ماسة وكلميم-وادنون والعيون-الساقية الحمراء والداخلة-وادي الذهب).

التنمية المتسارعة بجهة العيون - الساقية الحمراء

من ضمن الجوانب التنموية المُشرِقة، نجد، خاصة بجهة العيون-الساقية، الأسواق النموذجية، إذ باتت العيون، اليوم، تتجه لتصير واحدة من المدن المغربية الأكثر تنظيما على مستوى فضاءات البيع والشراء.

وإذا ما أردنا تسليط الضوء على باقي المشاريع الملكية، المُحدَثة منذ العام 2015، فإننا سنقف عند مدينة المهن والكفاءات، كفضاء من الجيل الجديد، يروم توفير يد عاملة، مؤهَّلة في مجموعة من التخصصات، لتكييفِها مع احتياجات سوق الشغل.

كذلك، كلية الطب والصيدلية، مشروع من شأنه تعزيز العرض الصحي والجامعي بالعيون، بطاقته الاستيعابية التي تصل إلى 2500 طالب وطالبة، على مساحة عشرة هكتارات، بتكلفة مالية تُقدّر بـ270 مليون درهم.

أما المركز الاستشفائي الجامعي، فإنه سيساهم لا محالة في تجويد وتنويع العرض الصحي بالأقاليم الجنوبية للمملكة. بُنيَ على مساحة 18 هكتارا، من ضمنها 95 ألف متر مربع مساحة مغطاة، من شأنها أن تتسع لـ500 سرير وأجنحة مخصصة للمستعجلات وطب الأطفال والنساء، علاوة على جناح خاص بالجراحة، وآخر خاص بالأمراض العقلية.

جهة العيون-الساقية الحمراء، باعتبارها تحتل مرتبة هامة كقطب صناعي على المستوى الوطني، فهي تحظى، أيضا، بإمكانيات قوية في مجال الطاقات المتجددة. فقد ساهمت آليات التحفيز، بشكل كبير، في تعزيز جاذبية الجهة وتحسين مناخ الأعمال، ما أتاح جذب استثمارات صناعية هامة.

وفي ما يخص الجانب العِلمي، فقد تعززت جهة العيون، في السنوات الأخيرة، بمشاريع كبرى ذاتِ طابع علمي، جعلت منها قِبلة للعلماء والباحثين، ولعل أبرزها المعهد الإفريقي للأبحاث الزراعية، التابعُ لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات، والذي يعد جزء من مشروع «تكنو بول» فم الواد.

المشاريع التنموية تُحوّل الداخلة إلى لؤلؤة

وعلى مستوى لؤلؤة الجنوب المغربي، يسير نموذج تنمية الأقاليم الجنوبية في اتجاه جعل جهة الداخلة - وادي الذهب قطبا اقتصاديا مندمجا، يقوم بدور صلة الوصل بين المغرب وعمقه الإفريقي. ويُعدّ هذا النموذج، بمثابة خارطة طريق ترتكز في مضمونها على استراتيجية النهوض بالتنمية في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية.

وإذا ما أردنا الحديث عن المشروع الملكي الضخم : ميناء الداخلة الأطلسي، الذي وصلت نسبة الأشغال فيه إلى 20 بالمائة، فإنه بناءَهُ على الواجهة الأطلسية، سيُمكن من خلق تنمية جهوية ووطنية وقارية، وتطويرٍ لقطاع الصيد البحري، ناهيك عن ما سيُحقّقه من أهداف جيوستراتيجية.

25 سنة من تربع جلالة الملك محمد السادس على عرش الحكم بالمملكة المغربية، أشرقت فيها كلٌّ أنوار النماء. 25 سنة، هي مُجرّد بدايةِ حاضرٍ، مُبشّر بمستقبل حافل.


تحرير من طرف عالي طنطاني و عبد الرحيم الطاهيري
في 02/08/2024 على الساعة 09:00, تحديث بتاريخ 02/08/2024 على الساعة 09:00