هكذا، وبعد الإتيان بالصغير حفيد مانديلا، الذي قام بتلاوة دور أعد مسبقا في قالب مسرحي سخيف، وفي محفل رياضي وياللأسف، حيث بدأ في مهاجمة المغرب ووحدته الترابية أمام أنظار العالم وبحضور رئيسي الفيفا والكاف محمسا الجماهير بدعوتهم إلى دق طبول الحرب، متحديا بذلك كل الأعراف والقوانين الرياضية، نتفاجأ اليوم أثناء افتتاح أشغال مؤتمر اتحاد مجالس الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي التي تقام حاليا ببلاد الكراغلة، أنه تم استقدام كومبارس جديد، في شخص غلوريا فلوراس رئيسة البرلمان الأنديزي لأمريكا اللاتينية، حيث رددت هي الأخرى تراتيل هذيان، حاولت من خلالها إقحام موضوع الصحراء المغربية ومرتزقة البوليساريو، في خطاب غير برئ يعتبر نشازا بالنسبة للغاية التي ينعقد من أجلها المؤتمر.
إن الإتيان بمثل هذه الدمى وتحريكها وفق هلوسات وشطحات وأظرفة الجنرالات بات صناعة كرغولية.
لكن مجرد نداء إلى الكراغلة، تعلمون أن ضرب وحدة الأمة المغربية خط أحمر ،فماذا لو تبنى المغرب مطلب إقامة جمهورية القبائل التي يتعرض شعبها للتضييق الأمني والعسكري والحصار الاقتصادي من طرف جنرالات قصر المرادية؟ ماذا لو جيشنا المنتظم الدولي ضد الحصار والعقاب الجماعي الذي يتعرض له هذا الشعب؟ ماذا لوطرحنا حق تقرير المصير والاعتراف بدولتهم في كل ملتقى أو نشاط رياضي أو سياسي يقام عندنا في المغرب أو عند الدول الصديقة؟ وبينا للعالم وبالدليل الملموس أن أزيد من عشرة ملايين شخص يعيشون في حصار مستمر وأن أرضهم تعتبر آخر مستعمرة في إفريقيا؟ وأنه يقبع أكثر من أربع مئة معتقل سياسي قبائلي في سجون النظام العسكري الحاكم دون أن تتوفر لهم أدنى شروط المحاكمة العادلة، وقمنا بمراسلة المنظمات الحقوقية الدولية والإفريقية والعربية لهؤلاء القابعين في السجون؟ وبينا أنكم تضربون كل المواثيق الدولية عرض الحائط، خاصة ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان والشعوب؟ وماذا لو بينا للعالم أن هذا الشعب ينعت ظلما بالإرهاب،في حين أن الإرهاب الحقيقي ترعونه في تندوف وتقدمون له كل وسائل الدعم لمهاجمة المملكة المغربية؟
وماذا لو أصبح شغلنا الشاغل هو مناصرة كل حركات التحرر سواء بالقبائل أو المزاب أو الطوارق؟ وماذا لو أصبح خطابنا المدرسي الذي يلقن للأجيال الصاعدة كله حقدا وكراهية تجاه العدو الجار كما هو متداول في برامجكم التعليمية والإعلامية؟ وماذا لو قمنا بنفس رد الفعل في كل ماتقومون به من عداء وتجييش ودعم وتهجم على المغرب ووحدته الترابية،فهل أنتم لمثل هذا مستعدون!؟
معشر الكراغلة، إن المغرب الدولة الأمة ذات التاريخ الحضاري العريق، لايبني سياسته الخارجية على ردود الأفعال، بل يستحضر دوما في رؤيته الديبلوماسية، البعد الاستراتيجي الطويل المدى، والرؤية العقلانية المفعمة بأخلاق الكبار، مستحضرا في ذلك روابط التاريخ والدم والمستقبل المغاربي المشترك، رغم كون هذه الأبعاد تقترب اليوم إلى الطوبى أكثر منها إلى الحقيقة، لكن تاريخ الفكر السياسي علمنا أن رغبات وأحلام الخيال الجمعي للشعوب حتما تنتصر لأنها تعكس أدلوجة جماعية تمتح من إرادة الشعوب، وفق برنامج زمني لاتخطئ ساعته مواعيدها.
ونحن كذلك سنبقى نرنو لهذه اللحظة من التاريخ، والتي ستنتصر حتما لذلك الإجماع العاطفي والوجداني المغاربي، وإلى أن يتم الوصول إلى هذا الموعد من الزمن... مجرد نداء إلى الكراغلة، إياكم واللعب بالنار، إنها تحرق أصابع مشعليها... راجعوا التاريخ، لعلكم تذكرون...