والمواطنة الإيجابية لا تقتصر على مجرد دراية المواطن بحقوقه وواجباته فقط، ولكن أيضا على حرصه على ممارستها من خلال شخصية مستقلة قادرة على حسم الأمور لصالح الوطن، إنها مجموعة من القيم والمبادئ التي تؤثر في تكوين شخصية الفرد، والتي تنعكس في سلوكه تجاه مجتمعه وتجاه وطنه مما يؤدي إلى متانة الحس المشترك والوعي الجمعي الوطني.
إن الوطن هو الحضن الآمن الذي نأوي إليه، والبيت الكبير الذي يجمعنا، وهو تلك العلاقة الفطرية واللاشعورية التي تجعلنا نهيم به، حيث يصير الولاء للوطن شيئا مقدسا.
إنه ليس محطة عبور نرحل منه متى ساءت الأمور ونتركه عرضة للمخاطر، وهبوب الأعاصير والرياح... إنه الأنا الجماعية التي توحدنا وذلك الحب الذي نصدح به عاليا من أجل أن يعيش هذا الوطن.
وحب الوطن ليس شعارا نردده، ولا خطابا سياسويا نتبناه، إنه التزام صادق يستحضر تغليب المصلحة الوطنية واستحضار المراحل التاريخية التي تجتازها البلاد، والتقيد بضوابط دولة الحق والقانون والتشبت بالمقدسات الوطنية.
والمصلحة الوطنية هي تلك المحددات الأساسية التي بموجبها تصيغ الدولة أهدافها ومقاصدها وترسم سياستها الخارجية من أجل تأمين سبل البقاء للأمة ودوام أمنها واستقرارها.
إن المنظور الإيديولوجي يسيء في بعض الأحيان تفسير المصلحة الوطنية، لذا يتعين علينا أن ننظر إلى مصالح الوطن وحمايتها بمنظور جيوسياسي لأن الغاية الأساسية للمصلحة الوطنية هي تعزيز قوة الدولة وحمايتها، وذلك يعزز بقاءها ويخدم مصالح المجتمع عامة.
إن المصلحة الوطنية العليا تفوق كل الميولات الإيديولوجية والفئوية والطموحات الشخصية التي تبتعد عن الإجماع الوطني.
إن إعلاء المصلحة العليا للوطن يجب النظر إليه من منظور مصلحة الوطن والقرار الاستراتيجي واضح الأهداف، والذي يخدم مصلحة الوطن أولا وليس من خلال رؤى متعددة تفرز تصورات مختلفة ومتضاربة تنهل من خط إيديولوجي أو عقدي مما يبدد الجهد الوطني في مسارب مختلفة.
الانتصار للوطن عقيدة وانتماء وولاء لامشروط، لذا يجب علينا أن نحب هذا الوطن وأن نفني ذواتنا في هذا الوطن.. وعاش الوطن ولا عاش من عاداه..الانتصار للوطن عقيدة وانتماء وولاء لامشروط، لذا يجب علينا أن نحب هذا الوطن وأن نفني ذواتنا في هذا الوطن.. وعاش الوطن ولا عاش من عاداه...