كشف مصدر في الأغلبية الحكومية لجريدة الأخبار، في عدد يوم غد الاثنين، عن لحظات عصيبة عاش على إيقاعها كل من رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، وزعيم حزب التجمع الوطني للأحرار، خلال الجولات الست التي سعى خلالها الطرفان إلى الوصول إلى اتفاق ينهي أزمة الحكومة التي باتت حكومة أقلية، بعد سحب حزب الاستقلال وزراءه.
وقال المصدر نفسه للجريدة، إن أكثر ما كان يعقد سير المفاوضات بين بنكيران ومزوار هو مواقف صقور الحزب والحملة التي يشنها الجيش الإلكتروني للعدالة والتنمية وذراعه الإعلامي، للضغط على مزوار وتليين مواقفه، موضحا أن مزوار هدد مرات متعددة بترك الجمل بما حمل، لكن بنكيران كان يقنعه بأن ما يهم هو موقفه وليس ما يعبر عنه صقور الحزب من مواقف مختلفة.
وزادت الجريدة أن بنكيران كان يطالب مزوار بعدم الحديث للصحافة والسعي نحو مفاوضات سرية لضمان نجاحها، وهو ما كان يلتزم به مزوار، مضيفا أن زعيم الأحرار كان يفاجأ غداة كل جولة بعكس ما يصرح له به بنكيران، إذ ظل صقور الحزب وذراعه الإعلامي يهاجمانه بشكل اتخذ أشكالا عنيفة مع انتهاء من المفاوضات.
من جهتها خصصت جريدة الخبر مقالها الرئيسي لمفاوضات بنكيران ومزوار. وقالت إنه في الوقت الذي لم يحافظ فيه عبد الإله بنكيران على وعده بإجراء ترميم للحكومة فقط، لم ينجح مزوار في فرض إعادة الهيكلة الحكومة كليا، الشيء الذي دفع الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية إلى منح بنكيران تفويضا ثانيا لوضع اللمسات الأخيرة على النسخة الثانية من حكومة دستور يوليوز.
وكشفت الجريدة أن الحكومة الجديدة ستعرف إضافة سيدتين جديدتين إلى التشكيلة لتلتحقا ببسيمة الحقاوي، دون أن تكشف عن طبيعة القطاعين اللذين ستتحملان حقيبتيهما أو إلى أي حزب تنتميان.
أما جريدة المساء، فأوضحت أنه من المنتظر أن يحسم بنكيران ومزوار خلال الجولة الأخيرة التي تنتظرها يوم غد الاثنين أو الثلاثاء المقبل، في هندسة الحكومة الجديدة وأسماء المستوزرين، قبل أن يتم رفعها إلى الديوان الملكي قصد التأشير عليها، ومن ثم الإعلان عن ميلاد حكومة بنكيران الثانية، مشيرة إلى أن الحكومة الجديدة شرع في أداء مهامها دون الحاجة إلى تنصيب برلماني وفق ما ينص عليه الفصل 88 من الدستور.
الولادة القيصرية
ولادة حكومة بنكيران عسيرة، فكل الأطراف السياسية المتحالفة حاليا على النقيض تماما في ما بينها سياسيا أو في توجهها الاجتماعي والاقتصادي، إذ يجب أن لا ننسى أن مزوار سبق أن اشتكى من بطء المفاوضات، لأنها كانت ستهدد وضعه الاعتباري داخل حزبه.
مزوار بالنسبة إلى بنكيران طوق النجاة، والعكس صحيح، لكن هذا يعني إلى أن كل الطرفين مطوقين بالتفويض المشروط من قيادة حزبيهما، وكل خروج عن هذا التفويض هو انتحار سياسي، ولعل ذلك ما يفسر تلك الحروب الجانبية التي يشنها صقور البيجيدي في لحظات معينة من أجل الضغط على مزوار، وتذكيره أن التحالف ليس بداية شهر عسل بين الحزبين.