في جريدة Le Soir échos الصادرة غدا الخميس، نقرأ مثول رئيس الحكومة أمام الأغلبية والمعارضة، ليسائل حول أوضاع الجالية المغربية المقيمة بالخارج في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعصف ببعض البلدان الأوربية. في هذا الصدد تنقل الجريدة تصريح بنكيران الذي يقول فيه، إن الروابط التي تجمع مغاربة العالم لا تقتصر على العلاقات الاقتصادية، معبرا عن اهتمام حكومته بأوضاع الجالية، على اعتبار أنها مصدر دخر مهم بالنسبة للبلاد.
وفي سؤال حول الدعم المقدم للجالية، سرد رئيس الحكومة قائمة القرارات التي تصب في دعم مغاربة العالم، وعلى رأسها تخصيص صناديق دعم لهم، إلى جانب تسجيل المعوزين منهم في نظام المساعدة الطبية "راميد". خصوصا المغاربة الذين لا يتوفرون على تغطية صحية في بلدان المهجر. وتضيف الجريدة، أن دعم الجالية هو مكسب دستوري منصوص عليه في الفصل 16، الذي ينص على صون حقوق المواطنين والمواطنات المغاربة المقيمين في الخارج.
ومن جانبها، كتبت يومية L'Economiste، بلغة الأرقام عن مغاربة العالم، الذين ارتفع عددهم إلى أزيد من أربعة ملايين ونصف، وتتكون هذه الجالية من 70 في المائة من الأشخاص الباغلين أقل من 45 سنة، و80 في المائة منهم مستقر في البلدان الأوربية، وحسب ما ذكرت الجريدة فالمغاربة يبينون عن قدرة كبيرة للاندماج، ما مكنهم من تسلق الدرجات، وشغل مناصب سياسية، كالعمادة والوزارة.
وبلغة الأرقام دائما، ذكرت الجريدة أن تحويلات مغاربة العالم بلغت خلال السنة الماضية قرابة 56 مليار درهم، ما يمثل 7 في المائة من الناتج الداخلي الخام، كما يساهمون بأزيد من 130 مليار درهم من الودائع البنكية، مما يمكن من خفض معدلات الفقر في المغرب بثلاث نقاط تقريبا. وختمت اليومية بالذكر، بأن رئيس الحكومة سيخصص سنويا ما يزيد عن 10 مليون درهم، على مستوى القنصليات لتتحول إلى مسعدات مباشرة إلى المغاربة المحتاجين هناك. وبالموازاة مع ذلك ستخصص 3 مليون درهم سنويا لبرنامج مواكبة المغاربة العاطلين في أوربا بسبب الأزمة.
هدية راميد
لعلها خطوة إيجابية من حكومة بنكيران تجاه فئة من المغاربة، ساهمت على مر الدوام في تقويم عجز الميزان التجاري، ويبدو أنه حان الوقت لرد الجميل لهؤلاء المغاربة، لكن هل من الممكن حل معضلات عجزت عنها اقتصاديات الدول الأوربية بمبلغ زهيد كالذي خصصه بنكيران؟ فعشرة ملايين درهم لن تحل إلا جزءا يسيرا من مشاكل المهاجرين.
قد يجد البعض في خطوة بنكيران، "استثمارا انتخابيا" بعيد المدى وقليل التكلفة، ليضيفها بنكيران "لحصيلة منجزاته" ليرددها أينما حل، تماما مثل ما يفعل بالزيادة الرمزية التي أدرجها في منحة الطلبة. فالمبلغ المخصص هزيل جدا بالنظر لحجم الجالية، وعمق المشاكل التي يعانوها، ثم إن نظام "راميد" لا يزال يثير اللغط في المغرب وجزء كبير من المحتاجين فعلا لهذه المساعدة لا يجد إليها سبيلا.إن فضل المهاجرين المغاربة على بلدهم كبير، ويجب القول إن المغرب الآن يعاني من عوز في احتياطه من العملة الصعبة، ما يعني أن رخاء المهاجرين في بلدان المهجر فيه عودة الحياة لمالية المغرب.