وقالت يومية أخبار اليوم، في عددها ليوم غد (الثلاثاء)، إن بنعبد الله دعا في لقاء بمنظمة "طلائع أطفال المغرب" التابعة لحزبه والمتخصصة في تأطير وتنشيط الأطفال، نخبة من أطر الحزب، الذين جاؤوا لحضور اختتام المخيم الصيفي للمنظمة، إلى استنفار كل طاقاتهم استعدادا لتهديدات قال إنها تحدق بالحزب وبالتجربة الحكومية.
وتضيف اليومية، أنه وفي حديث مباشر عن المحاولات التي طال انتظارها لتشكيل أغلبية حكومية جديدة، قال بنعبد الله "إن الانتظارية طالت كثيرا، متحدثا عن جهات قال إنها تتلاعب بمصحلة البلاد، وخاطبها متحديا "قريبا ستكون لنا مبادرات للخروج من هذه الوضعية الصعبة، فإما تشكيل حكومة بطريقة واضحة وإلا فإن هناك خيارات أخرى، ونحن على أتم الاستعداد للذهاب إليها"، في إشارة إلى خيار الانتخابات السابقة لأوانها.
أما يومية الأخبار، فنقلت عن مصدر من حزب بنعبد الله، قلقه بسبب عدم وجود تطورات مبشرة في الموضوع من جهة، وبسبب "البلوكاج" في المشاورات الذي "طال أمده وزاد عن حده"، مشددا على أن "المغرب لا يستفيد بشكل نهائي من هذا الوضع حيث "أن الوقت يمر وهناك أشياء أكثر أهمية تعيقها هذه المشاورات".
وقالت يومية الحزب بيان اليوم، الناطقة باسم حزب التقدم والاشتراكية، إن "بنعبد الله أعلن عن استعداد حزبه للذهاب للشعب ليقول كلمة الفصل واصفا الوضعية السياسية التي يعرفها المغرب بـ"الانتظارية القاتلة" التي دامت قرابة السنة أي منذ شهر نونبر من السنة الماضية وليس فقط منذ إعلان حزب الاستقلال الخروج من الحكومة".
حرب تصريحات
لا بد من وضع خرجة بنعبد الله في سياقها، فالأمر يعني رغبة من حزب التقدم والاشتراكية في إعادة التموقع في الساحة السياسية في ظل توقف المشاورات بين صلاح الدين مزوار وعبد الإله بنكيران حول تشكيل الحكومة في نسختها الثانية، فيبدو ظاهرا أن سليل الحزب الشيوعي لا يود البقاء على هامش هذه المفاوضات، سيما في ظل الحديث عن سحب حقائب وزارية من الحزب لصالح المنضم الجديد التجمع الوطني للأحرار.
ومن جملة الملاحظات حول خرجة بنعبد الله، هو ذلك التلويح بالانتخابات السابقة لأوانها، وهو خيار بات على لسان كل الأمناء العامين للأحزاب السياسية، ويعكس ثقة في النفس على الظفر بأصوات الناخبين، إلى جانب الرغبة في إظهار نية أن المناصب لا تعني الأحزاب بقدر ما يعنيها احترام اللعبة الديمقراطية.
