منصف المرزوقي: تونس تعيش نهاية نظام والجزائر ماضية في دعم قيس سعيّد الذي سيُغلق قوسه قريباً

منصف المرزوقي، الرئيس التونسي الأسبق

في 07/12/2025 على الساعة 15:00

فيديويعتبر الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي الذي حكم تونس بين 2011 و2014 خلال مرحلة عُرفت تاريخيا بـ«الانتقال الديمقراطي» من الشخصيات البارزة في الحقل السياسي العربي، حيث عرف البلد خلال ولايته عدّة تحولات سياسية واجتماعية واقتصادية. ورغم الجدل السياسي الذي رافق سيرة المرزوقي منذ خسارته للانتخابات الرئاسية التونسية عام 2014 إلاّ أنّ يعتبر من الأسماء السياسية المؤثرة بخطابها والقريبة من الفئات المثقفة التي ظلّت ترى فيه الشخص الذي يستحق أنْ يحكم تونس اليوم بالمقارنة مع قيس سعيّد.

عن سؤال عودة الاتحاد المغاربي بعد القرار الأممي الأخير حول الصحراء المغربيّة، يقول منصف المرزوقي في حواره الخاصّ مع Le360 بأنّ «ما يسمى بالأسرة الدولية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا بالنسبة لهم، فإنّ الموضوع ينبغي أن ينتهي، لأنه أصبح موضع إزعاج للعالم أجمع بغض النظر على تبعاته على المنطقة المغاربية. وهناك إرادة قوية بأن الأطراف الـ4 لا يتم اعتبارها قضية، كما كان الأمر في السردية الجزائرية القديمة ولا بين المغرب والبوليساريو وإنّما هي هنا بين أطراف 4 وهي الجزائر والبوليساريو والمغرب وموريتانيا. إذ من المفروض أن يجدوا حلولاً وبسرعة وفي إطار الشرعية الدولية».

لهذا يرى الرئيس التونسي السابق «بأنّ القرار الأممي يمثل بالنسبة للمغرب انتصار، لكنْ لا يجب أن يمثل بالنسبة للجزائر خسارة، لأننا نريد لكل الاتحاد المغاربي أن يربح. وأنا واثق من أن السلطة الجزائرية، إذا كانت تمشي في هذا الاتجاه، ستتخلى عن عبء ثقيل جعلها في موقف حرج من الناحية الاقتصادية والاجتماعية وسمعتها الدولية. لذلك أتوجّه إلى إخوتنا الجزائريين بضرورة التخلي عن هذه السياسة لكونها لا تؤدي إلى أي نتيجة وأن ينخرطوا في مشروع الأمم المتحدة».

وعن وضعية تونس الآن، يقول: «الوضعية السياسية في تونس، هي نهاية نظام، لأنّه يذكّرني بالمرحة التي عشتها في 2010. فإذا كانت الديمقراطية هي من جاءت بهذا الرجل إلى السلطة سيخرج بالديمقراطية نفسها، بل إنه أرجع تونس إلى 20 سنة إلى الوراء وبالحكم الفردي والسجون المكتظة وتدهور الوضع الاقتصادي. وأنا أعرف أننا اليوم في نهاية هذه المرحلة وأكيد ستعمل تونس على استعادة دورها كدولة ديمقراطية نموذجية وهذا القوس الذي جاء بقيس سعيّد سيغلق قريبا».

وعلى خلفية اعتقال المعارض التونسي الشهير أحمد نجيب الشابي يقول «كل الشخصيات الوازنة في تونس، إما في المنفى أو السجن، فكل رؤساء الأحزاب والجمعيات الوازنة أدخلهم قيس سعيّد إلى السجن أو أرغمهم على الهرب إلى المنفى، فأنا محكوم بأكثر من 30 سنة وكلّ الأشخاص الذين ينتقدون قيس سعيد يضعهم في السجن، إذ يخيّل إليه أن الساحة لم يعُد فيها معارضين لكنّ هذا غير صحيح، لأن المعارضة انتقلت الآن من هؤلاء الذين أسمّيهم بأسرى الحرب إلى الشارع. وبالتالي، فإنّ المسألة مسألة وقت، فهذا الرجل لا يعرف التاريخ ولا يريد أن يتعلّم من التاريخ، لأنّه يكرّر نفس الأخطاء التي ارتكبها بن علي وسيذهب ضحية هذه الأخطاء».

أما عن تراجع تونس داخل المشهد السياسي الدولي، فيرى بأنّ «تونس ليست هي من تخلّت عن دورها، بل قيس سعيّد هو من تخلى عن دوره، وأنا أذكّرك بأنه انقلب على الدستور وزيّف الانتخابات فهو ليس الرئيس الشرعي ولا يمثّل تونس التي كانت لها دائما وأبدا بغض النظر على الرئاسة موقف محايد بين الأشقاء وليس الدخول في صراع بينهم، سواء عبر الحبيب بورقيبة أو بن علي أو عهدي أنا أو حتى الباجي قائد السبسي، فهذا الشخص عبارة عن نكرة جاءت به الظروف واستولى على السلطة، بل وتقف خلفه الجزائر وهي التي دعّمته وتدفعه في هذا الاتجاه، وهو أمر ليس في مصلحة تونس ولا في مصلحة الاتحاد المغاربي ولا حتى في مصلحة الجزائر، لكن أقولها مجددا بأنّ هذا القوس سيغلق سريعا وستعود تونس إلى مسارها الطبيعي».

تحرير من طرف أشرف الحساني و عبد الرحيم الطاهيري
في 07/12/2025 على الساعة 15:00