سرق عبد الله بوانو، رئيس الفريق البرلماني لحزب العدالة والتنمية، نجومية شباط، فاحتل في صحف، يوم غد (الثلاثاء)، واجهة الأحداث، حتى أنه بدا أشبه بممثل بارع في أفلام "الحركة"، حاملا مدفعا رشاشا ويوجه طلقاته في كل الاتجاهات.
أولى طلقات بوانو، حسب ما نقلته جريدة الأخبار، كانت في لقاء تواصلي بإقليم الرحمانة، إذ قال "إن أكبر خطأ ارتكبه حزبه، بعد التصويت على الدستور الجديد، أنه لم يجثث فلول الفساد والتحكم من جذورها على غرار ما قام به الإخوة في تونس ومصر"، فالبلدين عملا على إصدار قوانين العزل السياسي، وهي قوانين تم بموجبها عزل جميع الأشخاص الفاسدين الذين مارسو الحكم سابقا من العودة إلى ممارسة السياسة. فما هي أسباب نزول تصريح بوانو ؟ وهل فطن إلى خصوصية الحالة المغربية، كما تشير إليها كل الأحزاب، بما فيها حزب العدالة والتنمية؟
طلقة المدفع وصلت إلى حكيم بنشماس، عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، فوصف هذه التصريحات ب"الخطيرة وتستهدف كيان الدولة، وهي دليل عن تجذر النزعة الاستئصالية والشمولية والديكتاتورية في البنية العميقة لحزب العدالة والتنمية، وهي تهديد للمكتسبات الديمقراطية، خصوصا أن بوانو ينطق بما يعجز بنكيران عن التعبير عن قوله"، حسب تعبير بنشماس، مضيفا "أن حزب العدالة والتنمية له مشروع من أجل امتلاك الدولة، بعدما تمكن من امتلاك الحكومة”.موازين والرحامنةرصاصات بوانو طالت مهرجان موازين، ففي لقاء له بالجديدة قال، حسب يومية أخبار اليوم، إن "البلاد اللي فيها الأزمة ما كديرش موازين بالملايير". فما الذي يمنع حزبه من وقف المهرجان ؟ لم يجب بوانو، علما أن إدارة المهرجان كشفت أن لا علاقة لها بأموال الدولة، وأن تمويلها يتم عن طريق مستشهرين. فلماذا إذن يصر قادة الحزب على استهداف موازين، سيما أن انتقاد المهرجان أصبح "موضة" تطال جميع تجمعات حزب المصباح.
الرصاصة الثالثة لبوانو كشفت عنها جريدة الخبر، إذ هاجم مؤسسة الرحامنة للتنمية المستدامة التي يرأسها فؤاد عالي الهمة، مستشار الملك، وتساءل عن "مصير الأموال الطائلة التي تصرف دون أن يصلها أثرها إلى المواطن”.
وبلغة الغمز واللمز، تحدث عن فؤاد عالي الهمة ودوره في التنمية، عندما كان برلمانيا بدائرة الرحامنة قائلا:” مزيان نديرو مدينة خضراء أو المدينة الفاضلة، وكل مسؤول قريب من القرار يجيب لفلوس لبلاد ديالو، ولكن في إطار العدالة وهذا ما يغيب هنا بالرحامنة”، كما نقلت يومية المساء، فلماذا هذا الهجوم في الاتجاهات ؟ وهل لايجد حزب بنكيران حرجا في مواجهة الجميع ؟
أسئلة رأت فيها جريدة الأحداث المغربية، مفارقة كبيرة، خصوصا مع تصريحات شباط الأخيرة، وقالت "ما الذي يستفيده المشهد السياسي من هذه التصريحات؟ فأجابت لا شيء، ف"المغاربة يزدادون اقتناعا أن الطبقة السياسية تزداد تعريا أمام الناس والنفور بين الشعب وبين من يفترض أنها نخبته يزداد اتساعا، فالهوة تتسع...مهما يكن يبقى حوار عبد العزيز أفتاتي، بجريدة أخبار اليوم، معبرا عن حالة المشهد السياسي في المغرب، إذ قال:" إنه لم يزر قط طبيبا نفسيا وشباط حجرة فالصباط، والحل أن نزيل الحصى من الحذاء أو نرمي الحذاء بما فيه".. نترك للقارئ حرية الاستمتاع بالحوار.