لم ينتظر الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، كثيرا، قبل أن يخرج بتصريحات جديدة بعد "مسيرة الجمهورية ضد الإرهاب" التي احتضنتها مدن فرنسية يوم أمس الأحد.
ساركوزي يقدم وصفته..
اقترح ساركوزي رئيس حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية في تصريحات صحفية لـRTL سلسلة من الإجراءات من أجل تقوية ترسانة محاربة الإرهاب".
وأولى هذه الاقتراحات حسب ساركوزي، هي منع الجهاديين الفرنسيين من العودة إلى فرنسا، وذلك عبر تقوية شبكة الاستخبارات مع الأجهزة الأجنبية، لا سيما المغرب وتركيا (الدقيقة 6:50 من التسجيل الصوتي)، وثاني هذه الاقتراحات هي عزل المعتقلين الإسلاميين المتطرفين في زنزانات انفرادية، ثم تكوين الأئمة وطرد الحاملين لأفكار متطرفة.
وركزت باقي الاقتراحات على إشراك القيميين الدينيين في النقاش العمومي حول الإسلام، حيث لخصها ساركوزي في عبارة "الإسلام الفرنسي، وليس الإسلام في فرنسا".
ودعا ساركوزي، المرشح للعودة لرائسة الجمهورية الخامسة، إلى تمكين أجهزة الاستخبارات والشرطة بإمكانيات أكبر، ومراقبة شبكة الأنترنيت، التي تشكل "مشتلا كبيرا لزرع بذور الإرهاب"، حسب المتحدث.
سكوارسيني يتأسف..
ولم تقف "الحسرة" على فقدان التعاون مع الاستخبارات المغربية عند هذا الحد، إذ تأسف بيرنار سكوارسيني، المدير السابق للمخابرات الفرنسية، على هذا "البرود" الذي يخيم على العلاقات الفرنسية المغربية، والذي كان من تبعاته، تراجع التعاون الاستخباراتي مع المغرب.
بيرنار سكوارسيني، الذي كان يتحدث في حلقة خاصة من برنامج Zone Interdite على القناة الفرنسية M6، (ابتداء من 01:07:10) قال إن "الحاجة إلى التعاون المخابراتي الخارجي زادت أهميته، بعد ما وقع في المنطقة العربية من تغييرات، حتمت ضعف التعاون مع الدول الضعيفة كاليمن وسوريا، أما في المنطقة المغاربية، فإذا كان التعاون مع الجزائر يتم وفق المطلوب، فإن الأزمة الديبلوماسية بين باريس والرباط، أثرت على التعاون المخابراتي في مجال مكافحة الإرهاب".
باسكوا يستغرب..
ووقفت باريس على الدور الاستراتيجي الذي كانت تلعبه المخابرات المغربية قبل "تجميد" العلاقات، جاء ذلك على لسان وزير الداخلية الفرنسي السابق شارل باسكوا الذي تحدث، عقب الهجوم الإرهابي على مقر أسبوعية "شارلي إيبدو" عن أثر تدهور العلاقات مع المغرب ومخلفاته على العمل الاستخبراتي الفرنسي بشكل كبير.
وقال شارل باسكوا، الذي يعتبر من أقوى رجالات الداخلية السابقين، في حوار مع يومية "لوفيغارو" اليمينية، الأسبوع المنصرم، إن "على فرنسا أن تقوي تعاونها مع البلدان الأخرى، واستدل على دور المغرب بالقول "اليوم هناك تشنج في العلاقات مع المغرب، الذي كان دوما مصدرا رئيسيا للمعلومات الاستخبارية، وأنا شخصيا أجهل سبب هذا التشنج".
واعتبر هذا التصريح "تلميحا لأهمية التنسيق بين الرباط وباريس، قبل تدهور العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وهو تلميح من مسؤول أمني، كان سباقا إلى التنبيه إلى التهديدات الإرهابية التي ضربت فرنسا منتصف التسعينات".
