آخر العنقود، اجتماع عاصف لزعماء الأغلبية و"توبيخ" بنكيران لشباط، كما كتتبت عنه جريدة المساء في عددها لنهاية الأسبوع، في التفاصيل، نقرأ أن أجواء التوتر الشديد على الاجتماع يوم الخميس بدار الضيافة بحي الأميرات بالرباط، على خلفية الهجوم الحاد الذي شنه حميد شباط على بنكيران ووزرائه، وهو ما ينذر بدخول مرحلة أزمة جديدة قد تؤثر على التحالف الحكومي، تضيف المساء.
وعلى المنوال نفسه، سارت جريدة الخبر، وكتبت عن استنكار بنكيران لاتهامات شباط لحكومته بالسكر والفساد، ونقلت بلاغا لاجتماع المجلس الحكومي الذي عبر عن استنكار شديد للتصريحات التي تضمنت قذفا صريحا لبعض الوزراء في أشخاصهم بمناسبة احتفالات فاتح ماي.ونقلت الجريدة ذاتها، تصريح عبد القادر الكيحل عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، الذي وصف فيه حكومة بنكيران ب"حكومة البلاغات والاستنكارات" وأضاف "عوض ما تعمل على المواضيع المطروحة والمعروضة عليها، فهي تعمد إلى إصدار مثل هذه البلاغات".
وانتقلت حرب "شباط وبنكيران" لتشمل أعضاء الحزبين، كما نقلت ذلك جريدة الصباح في عددها لنهاية الأسبوع، حيث هدد قيادي استقلالي بكشف شريط فيديو يؤكد الحالة "غير الطبيعية" التي كان عليها عبد الواحد سهيل، وزير التشغيل والتكوين المهني، بعد انتهاء جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب للأسبوع الماضي.ولأن مصائب قوم عند قوم فوائد، لم تفوت المعارضة مثل هذا الحدث، لتزيد الطينة بلة، فخرجت المعارضة، كما كتبت الجريدة ذاتها، لتحتج على اتهام بنكيران بالفساد.وكتبت الجريدة أيضا، أن فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب تقدم بطلب عاجل إلى رئاسة المجلس من أجل عقد اجتماع طارئ لندوة الرؤساء بغرض التداول في اتهام صريح من رئيس الحكومة لأعضاء المجلس بالفساد، وذلك خلال الكلمة التي ألقاها أمام شبيبة حزبه قائلا فيها "إن الفساد لا يواجهنا في البرلمان فقط".إلى أين تسير الأغلبية ؟ أكثر المنتقدين لم يتوقع هذا المستوى الذي نزل إليه الشأن الحكومي، ففي أسوأ الأحوال كان الخصمان الحليفان الأغلبية يتبادلان الاتهامات مع إبداء الحد الأدنى للاحترام، لكن ماذا بعد تبادل النعوت بالفساد والسكر ؟
الأكيد أن الحكومة دخلت أزمة "أخلاق" قبل أن تدخل أزمة سياسية، والتحالف الحكومي الذي يتوقع له الجميع أن ينهار في أية لحظة، قد انهار فعلا – بمعايير السياسة الحقة - وقد لا نستغرب من آراء تنشد حل الحكومة نهائيا، سندهم في ذلك بلجيكا التي ظلت دون حكومة طيلة سنتين.. ولم يحدث شيء!