أوضحت مصادر مطلعة أن كريستوفر روس، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بالصحراء المغربية، سيزور المغرب، خلال الأيام المقبلة، بعيدا عن أضواء الكاميرات من أجل طرح اقتراحات جديدة لطي الملف. فهل عاد ملف الصحراء المغربية إلى نقطة الصفر مجددا؟
حسب المصادر نفسها، فإن روس سيتقدم إلى المغرب باقتراح صيغة جديدة من المفاوضات، ومنها الصيغة الكونفدرالية بين المغرب ومنطقة الصحراء، باعتباره حلا وسط للخروج من النزاع، خصوصا أمام النفق الذي وصلت إليه المفاوضات غير المباشرة التي لم تسفر عن أي نتائج ملموسة.
وذكرت المصادر ذاتها أن جولة روس المرتقبة إلى المغرب، تأتي بعد زيارته عددا من الدول المعنية بشكل مباشر أو غير مباشر بالملف، ومنها الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا وبريطانيا واسبانيا وألمانيا وسويسرا لاستشارتها، ووجد نفسه أمام خيار جديد يتمثل في اعتماد النظام الكونفدرالي بدل الحكم الذاتي، وهو نظام يجعل كل كيان يحتفظ بخصوصياته، مقابل صلاحيات محدودة للمركز، سيما أمام فشل استفتاء تقرير المصير، وتشديد مجلس الأمن على حل متفق عليه وليس مفروضا، وهذا يعني بقاء سيادة نسبية للمغرب على الصحراء، مقابل صلاحيات كبيرة للصحراويين. لكن ماذا بعد؟ وهل تقبل الجزائر وجود ولو بريق أمل لحل قضية الصحراء المغربية؟
وتحدثت المصادر نفسها أن الحل الكونفدرالي أقرب إلى الحكم الذاتي، ومن شأن موافقة المغرب عليه، أن يضع الجزائر في وضعية حرجة أمام المنتظم الدولي، فالمغرب أبان عن ليونة كبيرة، علما أن روس استفاد من أخطاء سابقة، إلا أنه لم يحسب دور الجزائر الرافضة لكل المبادرات، فالأخيرة وقفت في وجه كل المبادرات المغربية التي ترمي إلى إيجاد حل عقلاني وصائب لفض هذا النزاع المفتعل، والذي يعتبر من مخلفات الاستعمار، بل أكثر من ذلك، سخرت كل إمكانياتها المالية والمعنوية لحشد التأييد الإفريقي والدولي، ورفض كل التسويات الأممية، وخرق كل المواثيق الدولية، سيما مقتضيات القانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان.