اليوسفي يكسر تحفظه في صراع تيار الزايدي مع لشكر

DR

في 24/11/2014 على الساعة 22:00

أقوال الصحفبعد أقل من شهر على وفاة أحمد الزايدي، القيادي الاتحادي وزعيم تيار "الانفتاح والديمقراطية"، خرج الكاتب الأول السابق للاتحاد الاشتراكي عبدالرحمان اليوسفي عن تحفظه في النزاع الدائر بين التيار والقيادة الحالية لـUSFP. الحدث استأثر باهتمام جريدتي "أخبار اليوم" و"الأحداث المغربية" في عدديهما لغد الثلاثاء.

وكشفت يومية "أخبار اليوم" أن عبدالرحمان اليوسفي خرج لأول مرة عن التحفظ الذي لازمه منذ أكثر من سنتين ونصف بشأن الصراع الدائر بين تيار "الانفتاح والديمقراطية" والكاتب الأول الحالي إدريس لشكر.

وقالت "أخبار اليوم"، التي أوردت الخبر على صدر صفحتها الأولى، إن لقاء عقد ببيت وزير أول "حكومة التناوب"، صباح أمس الأحد، حضره بعض قادة التيار، يتقدمهم الطيب منشد وعبدالعالي دومو وعبدالرحمان العزوزي، تحدث فيه اليوسفي عن عدم رضاه عن الأوضاع الصعبة التي يعيشها الاتحاد الاشتراكي، معلنا أنه نصح القيادة الاتحادية الحالية بضرورة القبول بمأسسة التيارات، لكن دون جدوى.

وأضافت اليومية أن اليوسفي ذكر أمام زائريه، خلال اللقاء الثاني له بقادة تيار "الانفتاح والديمقراطية"، أنه حضر جنازتين حملتا دلالات سياسية كبيرة، وشكلتا منعطفين في تاريخ الاتحاد؛ الأولى جنازة عبدالرحيم بوعبيد، الذي كان يدافع عن التحالف مع حزب الاستقلال في إطار الكتلة الديمقراطية، رغم وجود بعض الأصوات المعارضة داخل الحزب، كاشفا عن أنه توجه مباشرة بعد مراسم دفن مؤسس الاتحاد إلى مقر حزب الاستقلال، للتأكيد على استعداده لاستكمال خيار بوعبيد في التحالف، معتبرا أن الجنازة التي حظي بها بوعبيد حملته مسؤولية مواصلة الطريق التي رسمها.

وأضافت "أخبار اليوم" أن اليوسفي شدد على ان جنازة أحمد الزايدي لا تقل قوة عن جنازة بوعبيد في زخمها الجماهيري ورسائلها السياسية، داعيا قادة التيار إلى الشعور بالإحساس نفسه الذي انتابه أثناء جنازة سلفه.

وحسب الجريدة ذاتها فإن الزعيم التاريخي للاتحاد فاجأ زائريه، خلال الاجتماع غير الرسمي، بالتأكيد على أنه كان يفضل دائما استعمال لفظ "اتحادي" بشكل فضفاض، مضيفا أن أهم شيء في هذه المرحلة العصيبة في تاريخ حزب بوعبيد هو أن تكون "اتحاديا".

من جانبها، تطرقت يومية "الاحداث المغربية" لموضوع اجتماع اليوسفي بقادة تيار "الانفتاح والديمقراطية"، وقالت إن معارضي إدريس لشكر باتوا قريبين من الالتحاق بالاتحاد الوطني للقوات الشعبية بعد أن حصلوا على مباركتين.

وحسب "الأحداث" التي نقلت الخبر في صفحتها الأولى، فإن المباركة الأولى كانت يوم السبت الماضي في اجتماعهم بقيادة الاتحاد الوطني على صعيد الرباط والدارالبيضاء، والثانية من قبل الكاتب الأول السابق لـUSFP عبدالرحمان اليوسفي.

وحسب "الأحداث المغربية" فإن الواجهة الأولى، التي عرفت اجتماع كل من عبدالعالي دومو ومحمد كرم وأحمد رضا الشامي والطيب منشد عن تيار الانفتاح والديمقراطية مع 14 عضوا من قيادات الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، ووفق مصادر مطلعة للجريدة فإن هذا اللقاء عرف بعث رسائل طمأنة.

وتزيد الجريدة، التي أوردت التفاصيل في الصفحة الرابعة، أن ممثلي التيار الأربعة التقوا قيادات UNFP واجمعوا على وضع اللبنات الأولى للالتحاق الفعلي للتيار بصفوف الاتحاد الوطني للقوات الشعبية.

"الأحداث" أضافت أن اللجنة المشتركة بين التيار وممثلي الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، واصلت تأكيدها على تسريع الاتفاق على شروط الالتحاق النهائي للتيار بصفوف الاتحاد الوطني والانفصال نهائيا عن الاتحاد الاشتراكي. ووفق مصادر لم تسمها الجريدة فإن ترسيم هذا القرار سيكون في أفق 20 دجنبر المقبل.

حكمة اليوسفي

كل المؤشرات تسير في اتجاه قفز رفاق الراحل الزايدي من سفينة الاتحاد الاشتراكي والانتقال إلى الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، مباركة "السي اليوسفي" كما يحب الاتحاديون تسميته، تأتي كتزكية لما يمضي فيه تيار "الانفتاح والديمقراطية".

هل يمكن اعتبار خروج التيار من الحزب تكريسا للبلقنة الحزبية؟ أم أنه محاولة للرجوع إلى هوية حزبية أفقدها الجلوس على كرسي الحكم هويتها الإيديولجية؟ الأكيد أن الجواب يكمن في موقف رجل مخضرم عاش ومارس السياسة في عهدين مختلفين، عندما أسر بأنه حاول إقناع لشكر بقبول مأسسة التيارات داخل الحزب لكنه فشل، وكأنه يشي لقادة التيار بأن لا أفق أمامهم في ظل القيادة الحالية، سوى تغيير الأجواء بالمرة.

في 24/11/2014 على الساعة 22:00