في جريدة الصباح، الصادرة يوم غد الثلاثاء، نقرأ أن المشاورات التي دشنها رئيس الحكومة مع مزوار لم تحقق أي تقدم في اتجاه تفعيل قرار المجلس الوطني بالدخول إلى الأغلبية الحكومية، وأن الرجلين اتفقا على أن يشكل اللقاء المرتقب بداية جديدة وعلى أساس معطيات واضحة ومحددة، كما طلب رئيس الحكومة، الذي "يتحمل وحده مسؤولية تأخر وتسريع المفاوضات".
وتضيف الجريدة أن انتهاء مفاوضات تشكيل النسخة الثانية من حكومة بنكيران من الممكن أن تصل إلى الباب المسدود، خاصة في حال استمر كل من صلاح الدين مزوار وعبد الإله بنكيران في التشبت بمواقفهما، إذ ينتظر أن يدافع رئيس الحكومة عن تصوره القاضي بحصر التغييرات المزمع إدخالها على الفريق الحكومي داخل داشرة تعويض الوزراء الاستقلاليين المستقيلين.
أما يومية النهار المغربية فقالت إن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران يريد أن يستمتع بعطلة صيفية سعيدة بدون أن ينغص عليه منغص أجواءها، وذلك بتأجيل المشاورات حول التعديل الحكومي إلى ما بعد العطلة.
وتضيف اليومية أن بنكيران عاد خلال الجولة الثانية من المشاورات مع مزوار، إلى غلق سبل الحوار قائلا له "سير تشاور مع الحزب ديالك، ومنين تسالي غادي نعيط لك".
تعنت في المواقف
وفي أخبار اليوم نقرأ عن روايتين للمشاورات حول تشكيل الحكومة في نسختها الثانية، إذ بعد ثاني لقاء للمشاورات، خرجت عن الجانبين روايتان، الأولى مصدرها الأغلبية الحكومية، ومفادها أن بنكيران طلب من مزوار أن يعد تصورا دقيقا عن مطالب حزبه من أجل المشاركة في حكومة بنكيران الثانية، وأن المشاورات تجري في أجواء عادية وطبيعية، أما الرواية الثانية، فيروجها الأحرار مفادها أن الحزب مصر على شروطه الثلاثة، وهي إعادة النظر في ميثاق الأغلبية، والبرنامج الحكومي، وتشكيلة الحكومة.
لقد اتضح جليا، ومنذ أن بدات هذه المشاورات بين بنكيران ومزوار، أن أساس الأغلبية الحكومية الجديدة هش ويسهل حدوث انشقاقات عميقة فيه، فتضارب الروايات بين الطرفين المتشاورين لا يمنح إشارات اطمئنان لحدوث انسجام في الأداء الحكومي خلال ما تبقى من هذه الولاية التشريعية، والأكيد أن كل طرف سيحاول التعنت في مواقفه إلى حين فرض شروطه على الآخر، فإذا كان مزوار يلخص شروط حزبه في ثلاثة، فإن بنكيران يجد نفسه أمام معادلة صعبة، تقتضي منه الحفاظ على اللحمة الهشة التي تبقت في الائتلاف الحكومي منذ خروج الاستقلال، وعدم النبش في الصراع الخفي مع الحركة الشعبية والتقدم والاشتراكية، بل وحتى صقور حزبه الذين يأبون حدوث تعديل في الحقائب الوزارية يكلفهم مناصبهم.