وتحت عنوان عريض بالصفحة الأولى، قالت جريدة "أخبار اليوم": "هذه مفاجأة بنكيران للمغاربة في يوم الإضراب العام"، حيث كشف مصدر حكومي موثوق للجريدة بأن المفاجأة التي سيزفها بنكيران للمغاربة تتمثل في صدور تقرير جديد عن البنك الدولي يتعلق بمؤشر "دوينغ بزنس" الخاص بتقييم مناخ الاستثمار، حاملا تحسنا كبيرا لترتيب المغرب.
وأوردت "أخبار اليوم" أن المصدر الحكومي نفسه قال إن التقرير الذي تم الانتهاء من تحضيره قبل بضعة أيام، لن يعلن رسميا إلا يوم غد الأربعاء، وهو ما يمنع المسؤولين الحكوميين من الحديث عن رسميا، في انتظار نشره.
وأكد المصدر نفسه، حسب الجريدة، أن المؤشر، الذي سينشر غدا الأربعاء، يسجل تقدم المغرب بست مراتب في مناخ الاستثمار، منتقلا من الرتبة 87 إلى الرتبة 81.
وذهبت يومية "الأحداث المغربية" في الاتجاه نفسه، حيث أكدت في مقال بصفحتها الأولى تحت عنوان "بنكيران يبشر بخبر سار يوم الإضراب والأحداث المغربية تكشف تفاصيله"، أن مفاجأة بنكيران تتعلق بمؤشر "دوينغ بزنس".
وقالت الجريدة، نقلا عن مصادر مقربة من رئيس الحكومة، إن الأمر يتعلق أساسا بترتيب المغرب ضمن تصنيف مؤشر مناخ الاستثمار، وبالتالي فهو لا يهم فئة عريضة من المواطنين.
وأضافت الجريدة أنه حتى الساعة لم يتم الكشف عن التفاصيل الدقيقة للتصنيف الجديد، غير أن مصادر مطلعة للجريدة توقعت أن يتحسن ترتيب المغرب في مؤشر البنك الدولي بأكثر من عشر درجات. ولكنها اعتبرت، بالمقابل، أن هذه المفاجأة لن تكون في مستوى الانتظارات، ما عدا رجال الأعمال والمهتمين بمجال الاستثمار.
وفضلت "صحيفة الناس" أن تظل مفاجأة بنكيران مجرد تساؤلات، حيث قالت في مقال بعنوان "هدية بنكيران يوم الإضراب العام.. هل تكون دعما ماليا للأرامل"، إن بنكيران لم يفصح عن هذه الهدية لأي شخص، بل حتى مستشاروه لا يعرفون عن الموضوع أي شيء. غير أن مصادر الجريدة رجحت أن تكون الهدية هي إعلان عن مرسوم الدعم المالي المخصص للأرامل، الذي طالما تمنى بنكيران أن يتحقق في أقرب وقت، وهو الأمر الذي يتماشى مع الطلب المفاجئ الذي تقدم به عبد الله بوانو، رئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، إلى محمد بوسعيد، وزير الاقتصاد والمالية، بضرورة الإسراع بإخراج المرسوم المتعلق بالدعم المباشر الخاص بالأرامل.
وعادت الجريدة إلى تصريحات بنكيران، خلال إعلانه عن أنه يحضر مفاجأة للمغاربة، حيث أوردت أن رئيس الحكومة قال: "هناك خبر سار ينتظر المغاربة يوم 29 أكتوبر، ولا أريد أن أقول ما هو هذا الخبر حتى يكون رسميا، ولا أريد أن أسبق العرس بليلة"، مجددا التأكيد أن حكومته عازمة على إصلاح منظومة التقاعد لأن ليس أمامها أي خيار إلا الإصلاح.
وفي اتصال هاتفي للجريدة بحميد شباطن الأمين العام لحرب الاستقلال المعارض، قال الأخير تعليقا على مفاجأة رئيس الحكومة، "إن أحسن هدية يمكن أن يقدمها بنكيران للمغاربة في هذه المناسبة هي تقديم استقالته لتجنيب المغرب أزمة كبرى بسبب الاحتقان في الشارع".
بالمقابل، فضلت يومية "المساء" الاقتصار على رسم كاريكاتوري لرئيس الحكومة وهو يدخل يده في قبعة "حاوي" والجميع ينتظر ما سيخرجه منها.
هل تكون الـ"مفاجأة" في مستوى الانتظارات؟
أسلوب بنكيران في معالجة بعض الملفات الاجتماعية العالقة والحارقة، لا يمت لرجل دولة في شيء، فالرجل عوض أن يواجه هذه الملفات بشكل مباشر، يفضل دائما اللجوء إلى الإلهاء والمناورة، كما يحدث اليوم، فرئيس الحكومة، الذي كان من المفروض أن يثني النقابات عن تنفيذ إضرابها من خلال إيجاد حلول عاجلة وتقديم مقترحات جدية تعيد النقابيين إلى طاولة الحوار، فضل، مرة أخرى، اللجوء إلى حيلة "المفاجأة" ليشغل الجميع بما سيعلن عنه يوم الإضراب، في وقت ترجح فيه مجموعة من المصادر أن مفاجأته لن تكون في مستوى الانتظارات، بل وعلى العكس يمكن أن تخلف غضبا في الشارع المغربي.
