إذا عطس المغرب تصاب الجزائر بالزكام، حقيقة تجسدها كل الأحداث في البلدين، فالجارة الشرقية طالما دست أنفها في مشاكل المغرب، بل تجد بعض مؤسساتها "لذة" في تصدير أزماتها نحو بلاد المغرب الأقصى. فكيف تعاملت الصحف الوطنية مع خبر مرض بوتفليقة ؟ المختار لغزيوي، رئيس تحرير جريدة الأحداث، قال في عموده بالصفحة الأخيرة "إنه ليس بوتفليقة وحده من نقل إلى فرنسا على وجه الاستعجال، في إطار التحضير لما ينتظر الجارة الجزائر، بل هو البلد بأسره هناك في الحدود الشرقية الذي ينتظر رحمة السماء منذ سنوات وسنوات، دونما أمل في تحسن الأوضاع في يوم من الأيام".الجزائر، حسب لغزيوي، التي تقول عن نفسها "إنها ليست طرفا في موضوع الصحراء، وإنها "المسكينة" مجرد مهتم بحقوق الشعب "الصحراوي"، وبضرورة احترام حقوق الإنسان في المخيمات وفي المدن المغربية، انتفضت فجأة كل أجهزتها المسيرة لدولتها، وأصبحت صفحات جرائدها مليئة بالسب والشتم في حق المغرب، وفي حق فرنسا ودول الخليج، بعد قرار المجلس الأمن الأخير". وخلُص لغزيوي إلى "أن جنرالات الجزائر يهيئون السيناريو المقبل لبلادهم في الساعات والأيام المقبلة، وعلينا أن لا نأمل الشيء الكثير: سيستمرون في دعم انفصاليي بوليزاريو، واستقبال كل معارضي النظام الملكي المغربي واختلاق المسشاكل لبلدنا".
العسكر والمخابراتوخصصت جريدة المساء صفحة كاملة لمرض الرئيس الجزائري. وقالت "بوتفليقة.. الرئيس المريض الذي يتمنى الموت فوق كرسي السلطة"، مشيرة إلى الاحتقان الاجتماعي الذي يطغى على الساحة الجزائرية، ومخاوف من انقلاب أبيض من تدبير العسكر، ثم تحدثت "عن صراع في كواليس السلطة، فالساحة الجزائرية تبقى عرضة للشائعات والتأويلات والارتباك، والتعاطي الإعلامي يعتبر مرض الرئيس وكأنه قضية تهم أمن دولة، وذلك حتى لا يفلت الانتباه إلى الصراع القوي الدائر في الكواليس بين عناصر الجيش من جهة وعدد من السياسيين”.واكتفت جريدة أخبار اليوم بالإشارة إلى"أن مرض بوتفليقة يكشف خفايا صراعه مع المخابرات، علما أن حسم الصراع في أعلى سلطة القرار الجزائري لن يتم إلا بموافقة المؤسسة العسكرية"، ولخصت أهم الأحداث الأخيرة التي عاشها الرئيس في حربه مع المخابرات، ومنها "الحرب على مالي، وتغيير موقف الجزائر، بعد تدخل المؤسسة العسكرية والمخابرات، ثم الخلاف بين الرئاسة والمخابرات بعد الهجوم على مركب الغاز "عين إميناس". تفاصيل عديدة جعلت الصحف الوطنية تغوص في أزمات الجزائر، إلا أنها تتفق أن المؤسسة العسكرية هي التي بيدها الحل والعقد.