بنكيران يقدم "هدية" لنقابات تحاربه في المساجد!

DR

في 22/09/2014 على الساعة 21:35

أقوال الصحفالإضراب الوطني الذي دعت إليه بعض النقابات، يوم غد، استأثر باهتمام مجموعة من الصحف المغربية الصادرة غدا الثلاثاء بمعالجات مختلفة.

البداية مع "أخبار اليوم المغربية" التي عنونت مقالها الرئيسي على الصفحة الأولى بـ«"هدية" مرتقبة من الحكومة للنقابات لتمرير إصلاح التقاعد المر"، وبعنوان أصغر، جاء فيه أن "مخاريق يرفض المشاركة في "الإضراب الوطني" ويصفه بـ"السياسي"».

وتقول اليومية ذاتها، استنادا إلى "مصدر حكومي رفيع"، إن حكومة عبد الإله بنكيران تستعد لتقديم هدية للنقابات من أجل تمرير إصلاحها لأنظمة التقاعد، دون تحديد طبيعة هذه الهدية.

وحول الإضراب الذي تعتزم نقابتا الاتحاد العام للشغالين بالمغرب (التي يقودها إلى جانب حزب الاستقلال حميد شباط) والفيدرالية الديمقراطية للشغل/ تيار عبد الحميد فاتحي خوضه غدا الثلاثاء، علق المصدر الحكومي ذاته لليومية بأن "هذا الإضراب سياسي ونحن على يقين على أنه لن ينجح وباب الحكومة مفتوح للحوار".

وحول أسباب غياب نقابة الاتحاد المغربي للشغل عن هذا الإضراب، قال أمينها العام الميلودي مخاريق، لليومية ذاتها، إن عدم انضباط نقابته إلى كل من شباط والفاتحي راجع إلى أن الإضراب الذي دُعي إليه من طرفهما يحمل بُعدا سياسيا أكثر مما هو نقابي. 

من جهتها، اختارت "الصباح" التركيز على جانب آخر في حديثها عن الإضراب، حيث عنونت مقالها على الصفحة الأولى بـ"معركة الإضراب العام تصل المساجد" وتحته عنوان آخر "توزيع مناشير نقابية على المصلين تعارض سياسة بنكيران".

وذكرت الصحيفة أن النقابات المعنية بالإضراب لم تتردد، نهاية الأسبوع المنصرم، في اقتحام حلقات المصلين لتوزيع نداءاتها الداعية إلى الانخراط في الإضراب الوطني، ضد ما أسمته "التسونامي الحكومي على المكتسبات الاجتماعية"، و"تهريب الحكومة ملف إصلاح أنظمة التقاعد من الحوار الاجتماعي ومن اللجنة الوطنية لإصلاح أنظمة التقاعد" و"هجومها على القدرة الشرائية للمأجورين والطبقات المسحوقة عبر الزيادات المتتالية في الأسعار".

وبحكم أن جريدة الاتحاد الاشتراكي هي الناطقة باسم الحزب، الذي تعتبر الفيدرالية الديمقراطية للشغل ذراعه النقابي، وخصوصا تيارها التابع لعبد الحميد فاتحي، فقد عنونت المقال المخصص للإضراب، على صفحتها الأولى، بالبنط العريض، بـ"لهذه الأسباب، تضرب النقابات ابتداء من اليوم" وأوردت عنوانا عبارة عن تصريح لفاتحي يقول فيه: "23 شتنبر هي محطة إنذارية مقدمتها وجوهرها هو وقف الهجمة على التقاعد"، وأحالته على الصفحة الثالثة.

جريدة "العلم"، والتي هي لسان حزب الاستقلال الذي يقوده مع الاتحاد العام للشغالين بالمغرب حميد شباط، فقد وضعت، من جهتها، "منشيتا" بخلفية حمراء، على الصفحة الأولى، جاء فيه "اليوم إضراب وطني شامل يشل الوظيفة العمومية والجماعات المحلية"، لكن المقال أوردته في الصفحة الثالثة.

حرب "جنبات" المساجد

إذا كان محققا أن الدولة قامت بواجبها حتى لا يتم تسخير المساجد لأهداف سياسية أو نقابية، فإن استهداف المصلين في جنبات المساجد لايقل خطورة، ليس من الناحية الأمنية، ولكن من ناحية المنافسة السياسية، حيث يمكن لكل الأطراف المتصارعة أن "تحتل" جنبات المساجد لتوزيع مناشيرها، وهي طبعا فضاءات غير ملائمة لهذا التدافع السياسي.

للأحزاب والنقابات مقارها، فضلا عن المقرات التي توضع رهن إشارتها وحتى الشارع العام، بالنسبة إلى المسيرات، فلم لا تترك المساجد في وقارها منصرفة إلى مهامها الروحية وما تتطلبه من سكينة حتى في جوارها.

تحرير من طرف Le360
في 22/09/2014 على الساعة 21:35