يومية أخبار اليوم المغربية، في صفحتها الأولى، نشرت مادة خبرية تحت عنوان "المغرب طلب من تركيا فرض التأشيرة على المغاربة لوقف تدفق الشباب على داعش"، بالإضافة إلى عنوان آخر، نشرته في الصفحة الثالثة تتمة للمادة الخبرية، تحت عنوان "تركيا تمانع حفاظا على 100 ألف سائح وأمنيون يخشون عودتهم بجوازات مزورة". وقالت اليومية إن السلطات المغربية تسعى إلى الحصول على موافقة تركيا على فرض تأشيرة دخول المواطنين المغاربة لأراضيها.
وكشفت اليومية، حسب مصادر مقربة من تدبير ملف مواجهة المغرب لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، أن السعي إلى فرض السلطات التركية تأشيرة على المواطنين المغاربة، قبل الدخول إلى ترابها، يعتبر واحدا من الأهداف التي تسعى السلطات المغربية إلى تحقيقها، لإحكام مراقبة الأمنية على هذه الوجهة الخارجية، باعتبارها الممر الرئيس لانتقال الجهاديين المغاربة إلى سوريا.
وحسب اليومية فإن السلطات التركية غير مستعدة للاستجابة بسهولة، بسبب موقفها الرافض للانخراط الكامل في الحملة الدولية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية على تنظيم "داعش" المتطرف، ولحساسية تركيا تجاه مثل هذه الإجراءات التي ستنعكس سلبا على نشاطها السياحي، الذي بات يشكل في السنوات الأخيرة أحد أهم القطاعات الاقتصادية لبلاد ورثة العثمانيين.
وتؤكد اليومية أن المنحى التصاعدي بعدد السياح المغاربة الذين يتوجهون سنويا نحو تركيا، يجعل للموضوع حساسية مضاعفة، حيث يتجاوز بعده الأمني ليصبح اقتصاديا، ويضيف مصدر مقرب متبع للعلاقات المغربية التركية، إن الأمر يتعلق بما يقارب مائة ألف مغربي يزورون تركيا سنويا.
وقالت مصادر اليومية إن موضوع فرض التأشيرة التركية لا يهم المغرب فقط، بل هو واحد من الإجراءات التي تسعى الدول العربية المنخرطة في محاربة تنظيم "داعش" الارهابي، إلى تحقيقها بهدف الحد من تعزيز صفوفه بالمقاتلين الشباب الذين يعبرون الأراضي التركية.
وردا عن سؤال لليومية حول إن كان موضوع التأشيرة قد طرح رسميا على السلطات التركية، أجاب مصدرها بأن مثل هذه الأمور تدرس على مستوى الأمنيين والخبراء بهدف إنضاجها قبل أن تطرح على المستويات السياسية الرسمية.
وقال مصدر مسؤول مقرب من الملف لليومية إن فرض التأشيرة على مواطني دولة معينة عادة ما يأتي للتعبير عن تدهور هذه العلاقات أو حدوث أزمة ما.
في سياق متصل، كتبت يومية المساء في عدد يوم غد الخميس، في صفحتها الأولى، عن "استنفار أمني بطنجة وتطوان بعد تبني سلفيين أفكار داعش"، وذكرت أن كل من مدينة طنجة وتطوان تشهد استنفرا أمنيا غير مسبوق، في محاولة لضبط محسوبين على التيار السلفي، يحملون أفكار تنظيم "داعش" بعد انتشار أخبار عن قيام أفراد بـ"مبايعة" أمير التنظيم أبو بكر البغدادي.
وتقول اليومية، حسب مصدر أمني، إن الحملات الأمنية شملت كل من صرحوا بحملهم فكر تنظيم "داعش"، أو الذين ظهر في تصرفاتهم وطريقة كلامهم دعم للعمليات التي يقوم بها تنظيم في سوريا والعراق.
وكشف المصدر الأمني ذاته للجريدة أن عدة أشخاص يتم استدعاؤهم لمكاتب الولاية الأمن، للاستماع إليهم، بعد الاشتباه فيهم دون إيقافهم، ويتم اعتقالهم، في حال تبث حملهم أفكار تنظيم "داعش" في حين يتم إطلاق سراحهم لو تبث العكس.
منفعة اقتصادية وضرر إرهابي
بين المصلحة الاقتصادية ومواجهة التنظيمات الإرهابية ومحاصرتها، خيط رفيع، يستطيع المغرب وتركيا، من خلال توسيع قنوات الحوار الدبلوماسي والأمني، إيجاد صيغة مناسبة، تحافظ من خلالها تركيا على مصالحها الاقتصادية وعدد السياح المغاربة الذين يزرونها كل سنة، كما سيتمكن المغرب من اجتثات التنظيم الإرهابي من منابعه، وإغلاق كل المنافذ التي يتدفق منها.