طغى تقييم الحوار الاجتماعي على صفحات الجرائد الوطنية الصادرة غدا الإثنين، إذ خصصت جريدة المساء ملفها السياسي للحديث عن الحوار الاجتماعي من زاوية بحث الحكومة عن الهدنة واحتراق الشغيلة بلهيب الأزمة.
وقالت الجريدة أن كلفة الحوار الاجتماعي المالية بلغت خلال الخمس سنوات الماضية أكثر من 32 مليار درهم، عبر التزام الحكومة برفع الأجور بـ600 درهم، والرفع من الحد الأدنى للمعاش من 600 إلى 1000 درهم على مدى سنتين. قبل أن تضيف أن الأزمة الاقتصادية والمالية أوقفت أي أمل لتحقيق زيادات لأخرى في أجور الطبقة العاملة.ومن تبعات هذه التراكمات تضيف الجريدة، "انسحاب النقابات من الحوار الاجتماعي احتجاجا على عدم تنفيذ اتفاق 26 أبريل".
وخصصت يومية Aujourd'hui Le Maroc صدر صفحتها الأولى للحديث عن ورطة بنكيران، بعد مقاطعة المركزيات النقابية للقاء نهاية الأسبوع الماضي.
كما نقلت الجريدة ذاتها، تفسيرات عبد الواحد سهيل، وزير الشغل والتكوين المهني، الذي قدم رأي الحكومة لمقاطعة النقابات للجلسة، وقال الوزير "ليس هناك إلغاء لجلسة الحوار، فقط هناك تأجيل لها"، مقدما تفسيرات لتخلف بعض النقابات عن الحضور، وينتظر سهيل ما ستكشفه النقابات عند خروجها في يوم فاتح ماي.
بدورها خصصت جريدة الخبر، ملفها السياسي لفاتح ماي، وخصصت زاوية لتسليط الضوء على فشل الحوار الاجتماعي، وأضافت " أن فشل الحوار شكل ضربة موجعة لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران" علاوة على تعنت النقابات المركزية ورفضها لمجموعة من المقترحات، وخوضها لمجموعة من الإضرابات دفاعا عن مطابلهاومطالب الشغيلة".
بالعودة للوراء قليلا، وبالضبط أيام كان عباس الفاسي رئيسا للحكومة، وقعت الحكومة السابقة لما يعرف باتفاق 26 أبريل مع النقابات الأكثر تمثيلا في مختلف القطاعات، في ذلك الإبان، كان كل المتتبعين يترقبون تنفيذ أهم بنود هذا الاتفاق بمجيء الحكومة الحالية، غير أنهم فوجئوا بحجم الخلافات التي نشبت بين الجانبين، والتي وصلت إلى حد اتخاذ النقابات لقرار مقاطعة جلسة الحوار السنوية التي دعت إليها الحكومة قبل أيام.
قد يشار إلى الحكومة بأصابع الاتهام، إثر اختيارها لهذا التاريخ الزمني الذي برمج قبيل فاتح ماي بأيام، ربما رغبة منها لامتصاص غضب المركزيات النقابية قبل عيدها الأممي، وهو أمر قد تزيد حدته عندما نعرف أن جلسة الحوار الموؤودة شملت نقطة واحدة لاغير، تمثلت في مناقشة الأزمة الاقتصادية التي تمر منها البلاد.
سيجد بنكيران نفسه يوم فاتح ماي في فوهة البركان، فمن جهة تتوعده النقابات باحتجاجات قوية، ومن جهة ثانية، يجد رئيس الحكومة نفسه يحترق بنيران صديقة، حطبها محضر 20 يوليوز المعلق.