بدأ اللقاء أولا عندما أخذ عبد الحكيم بن شماس رئيس المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة الكلمة، وعاد إلى سياق تأسيس الحزب والمراحل التي مر منها، دون أن ينسى رد الصاع لمن انتقد الحزب وهو في مرحلته الجنينية، لما كان عبارة عن "حركة لكل الديمقراطيين"، وهاجم بن شماس من أسماهم"بالحزب الأغلبي" في إشارة للعدالة والتنمية، الذي حسب تعبيره "هاجم الأصالة والمعاصرة بأساليب خسة وقذرة".وفي خضم انتقاداته للحكومة، قسم بنشاس المشهد الحزبي الحالي إلى لقطبين، أحدهما "رجعي دعوي يستغل الدين" وتصطف إلى جانبه بعض الأحزاب التي تنهل من نفس المرجعية، وقطب آخر "ينشد قيم مجتمعية حداثية ومعاصرة، مجسد في الأصالة والمعاصرة" حسب تعبير بنشماس.
وعلى نفس المنوال سار الأمين العام للأصالة والمعاصرة مصطفى بكوري، الذي بعد أن ذكر بالسياقات السياسية التي تعبرها البلاد، خصوصا مستجدات قضية الصحراء، وجه رسائل بالمباشر إلى رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، منتقدا الطريقة التي عملت بها حكومته في تعبئة المنتظم الدولي حول موضوع الوحدة الثرابية.
وانتقد بكوري في كلمته في افتتاح المجلس الوطني الذي احتضنه قصر المؤتمرات بالصخيرات، الوثيرة التي تسير عليها الحكومة في أدائها، وقال عنها " الحكومة تسير نحو إجهاض الورش الإصلاحي والسياسي الكبير الذي انطلقت ديناميته منذ إعتماد دستور فاتح يوليوز.”وفي تقييمه لحصيلة العمل الحكومي، تابع الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة انتقاداته لطريقة تدبير ملفات أخرى حساسة لا تقل أهمية عن موضوع الوحدة الترابية، ويعني بالقول "الإشكاليات الإجتماعية التي يعرفها المغرب، والفشل الذريع الذي لحق بالحوار الاجتماعي”.
ولم يتوان بكوري في توجيه نقده اللاذع لخصمه العدالة والتنمية، منتقدا إياه في استحواذ جميع الأدوارـ ووصفه "بالحزب الأغلبي الذي يمارس دور الحزب الشمولي، ويتخذ قرارات انفرادية ولاشعبية إقصائية، سواء إزاء مكونات التحالف الحكومي أو حرمان المعارضة من الأدوار الدستورية المخولة لها.” متسائلا في الآن ذاته " هل هناك في تاريخ التجارب السياسية، حكومة تقوم بدوري الأغلبية والمعارضة في الآن ذاته؟".الرد على الشوبانيواستغل أمين عام حزب الجرار، منبر الخطابة، ليرد على انتقادات الحبيب الشوباني الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، معبرا عن استغرابه من خطوة الحكومة الرامية إلى "التحكم في هيآت المجتمع المدني وفرض رقابة غير دستورية عليها".ومن جانب آخر، عرف المجلس الوطني الخامس عشر للحزب الذي عرف حضور ما يقارب ثلاثة أرباع أعضاء المحلس، عرض حصيلة المكتب السياسي خلال الفترة الماضية، ثم عروض لرؤساء الأقطاب التنظيمية والسياسات العمومية، والإعلام التواصل ثم قطب العلاقات الخارجية، ليختتم بتقارير حول أداء الحزب على الواجهة البرلمانية إضافة لأداء لجان المجالس الدائمة.