"أخبار اليوم المغربية" عنونت مقالها الرئيسي بـ"الملك يعبد الطريق أمام بنكيران لإصلاح أنظمة التقاعد"، مع عنوان فرعي يضيف أن الملك "دعا النقابات إلى إسهام جدي في الإصلاح".
وبعد أن أكدت اليومية ذاتها على أن الملك محمد السادس وضع ضمن أولويات السنوات المقبلة من حكمه الإصلاحات الكبرى من قبيل "السهر على مواصلة تطبيق مبادئ الحكامة الجيدة في جميع القطاعات" والقطاع الضريبي، وخصوصا أنظمة التقاعد، أعطت الكلمة لزعماء نقابين للتعليق على مضامين الخطاب، وهم محمد يتيم، الأمين العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، الذراع النقابي لحزب العدالة والتنمية، والميلودي مخاريق، الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، وعبد الرحمان العزوزي، الكاتب العام للفيدرالية الديمقراطية للشغل.
وإذا كان يتيم رأى في الخطاب دعوة للمركزيات النقابية لتحمل مسؤوليتها، خصوصا في ملف حساس مثل إصلاح لأنظمة التقاعد، فإن مخاريق يرى في الخطاب "دعوة صريحة" للحكومة، من أجل الجلوس مع النقابات، وهو الاتجاه الذي ذهب فيه العزوزي الذي قرأ في الخطاب دعوة إلى لبنكيران للتجاوب مع المذكرة التي سبق لكل من الاتحاد المغربي للشغل والكونفدرالية الديمقراطية للشغل والفيدرالية الديمقراطية للشغل.
جانب آخر همته المعالجة الصحفية لـ"أخبار اليوم المغربية" ويتعلق بالجانب الاقتصادي العام، حيث اعتبرت أن "الملك يدافع عن اختياراته الافتصادية ويدعو إلى استثمار نتائجها"، وأعطت في هذا السياق الكلمة للباحث في العلوم السياسية، يوسف بلال، الذي أكد أنه "تم تكريس القرار الاقتصادي باعتباره شأنا استراتيجيا وعلى الحكومة أن تخدم الإرادة الملكية فيه"، كما صرح أستاذ الاقتصاد عمر الكتاني للجريدة أن "الملكية تحوز قوة التنفيذ بينما الحكومة لا تتوفر إلا على إرادة الإصلاح".
"الأحداث المغربية"، من جهتها، عنونت مقالها الرئيسي بمقتطف من الخطاب يقول فيه الملك "لا نريد مغربا بسرعتين: أغنياء وفقراء يزدادون فقرا"، ثم عددت خمس رسائل لخطاب "اللحظة التاريخية"، وهي حلم النموذج التنموي المنشود، ترتياح لاستمرارية الأداء التنموي، خيارات تجنب فشل اللحاق بالدول الصاعدة، مكامن الثروة الحقيقية للاستقرار، وأخيرا آلية الحكامة الجيدة لتحقيق الإقلاع الاقتصادي.
أما "الأخبار" فقبل أن تنشر الخطاب الملكي بالكامل على الصفحة الثانية، استخرجت له عناوين على رأس الصفحة الأولى، مركزة فيها على أن "الملك يعلن التوجه نحو تقليص الفوارق الاجتماعية بين المغاربة"، مع تسجيل "ارتياح ملكي من نماذج اقتصادية ناجحة أبرزها المخطط الأخضر وأليوتيس والمكتب الشريف للفوسفاط"، فضلا عن الجملة التي يقول فيها الملك "لا نريد مغربا بسرعتين: أغنياء وفقراء يزدادون فقرا". جملة استلهمت منها "الصباح" أيضا عنوان مقالها المخصص للخطاب الملكي.
فبعد أن عنونت الجريدة مقالها بـ"الملك لا يريد مغربا بسرعتين"، وقدمت له ملخصا مركزا في الصفحة الأولى، نشرت مقالا ثانيا على الصفحة الثانية بعنوان "الملك يرفع تحدي ولوج نادي الدول الصاعدة"، أكدت فيه أن الملك محمد السادس "حذر من الأعراض السلبية لهذا المسار التنموي وخاصة توسيع الفوارق بين الطبقات الاجتماعية.
الاقتصاد أولا
لم تمض إلا 22 يوما على خطاب العرش حتى عاد الملك محمد السادس، في خطاب 20 غشت، ليؤكد على الاقتصاد، بحكم أنه هو الكفيل بخلق الثروة وبالتالي ما يرتبط بها من توزيع عادل.
وإذا كان الملك قد أكد في الخطاب الأول على الرأسمال غير المادي، فإنه أكد في الخطاب الثاني على أنه لا يريد للبلاد أن تسير سرعتين، لتكون النتيجة أغنياء من جهة وفقراء يزدادون فقرا من جهة ثانية.
إنها دعوة للجميع من أجل التعبئة لهذا "الجهاد الأكبر" لتحقيق التنمية الحقيقية في البلاد مع ضمان استفادة الجميع منها.