للأسف الشديد، هناك مشاهد لا يمكن أن تحدث إلا في القارة الإفريقية، وهذا على مستويات عالية مثل الاجتماعات التي يتم تنظيمها في إطار الاتحاد الإفريقي.
محمد عروشي، السفير الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة، تحمل تبعات هذا الأمر في الآونة الأخيرة. جاء ذلك خلال اجتماع مشترك بين لجنة الممثلين الدائمين للاتحاد الإفريقي والبرلمان الأفريقي، الذي تم تنظيمه يومي 19 و 20 دجنبر 2022 في فندق بمدينة جوهانسبرج بجنوب إفريقيا.
في الوقت الذي كان من المفترض أن يجمع فيه هذا الاجتماع الممثلين الذين يعملون كسفراء لدى الاتحاد الإفريقي ونواب عموم إفريقيا وكان موضوعه المحدد طرق ووسائل تعزيز التعاون بين البرلمان الإفريقي واللجنة المذكورة أعلاه، لا سيما في الشؤون المالية والخدمات اللوجستية، لم يكن هناك دخيل فحسب، بل كان خارج السياق.
خلال هذا الاجتماع، الذي تمت رئاسته بصفة مشتركة من قبل رئيس البرلمان الإفريقي ورئيس الاتحاد الإفريقي لهذا العام، وبالتحديد ممثل السنغال، استغل مرتزق من البوليساريو، الذي لم يكن لديه لا الحق ولا حتى الصفة لحضور هذا الاجتماع، الفرصة للتهجم على المغرب وصحرائه ومؤسساته. الشخص المعني بالأمر، المختفي طوال مدة هذا الاجتماع، تحدث في آخر لحظة، أي أثناء عرض الخلاصات، للتهجم على المملكة المغربية بوابل من الشتائم.
لم يتردد محمد عروشي في الرد على هذا المرتزق الذي ليس له الحق والصفة ليكون حاضرا في هذا الاجتماع. وقد علمنا من مصدر مطلع أن الشخص المعني بالأمر طلب آخذ الكلمة، مستغلا كون رئيس الاتحاد الأفريقي لا يعرفه. وبدأ على الفور في التهجم ليس فقط على ممثل المغرب، ولكن أيضا على المملكة.
هذه هي المرة الثالثة التي يقوم فيها مرتزق من الجبهة الانفصالية بهذا النوع من التهجمات. كانت المرة الأولى في اجتماع مغلق لوزراء العدل. والثانية حدثت خلال قمة الاتحاد الإفريقي الأخيرة عندما انتقد "الممثل" نفسه انتخاب المغرب كعضو في مجلس السلم والأمن. وأوضح مصدرنا قائلا: "هذه المرة، كان استفزازا واضحا بقصد تشويه سمعة المسؤول المغربي وتصوير رد فعله الذي لا يمكن إلا أن يعبر عن غضبه الشديد".
حاول محمد عروشي في البداية إعادة الاجتماع إلى جادة الصواب وإلى موضوعه الأصلي من خلال مطالبة رئيس الاجتماع بإسكات الشخص الذي ليس له الحق في أخذ الكلمة. خاصة وأن التصريحات والشتائم تجاه المغرب لا علاقة لها بموضوع النقاش، بحسب ما أكده مصدرنا. حاول الرئيس دون جدوى وقف التدخل. وأضاف مصدرنا قائلا: "الأسوأ من ذلك، أن المرتزق ضاعف من تهجماته على المغرب، مما دفع المنظمين لقطع الميكروفون".
استنكر رئيس الاتحاد الإفريقي في ما بعد هذا الانزلاق الخطير، مؤكدا أنه لم يكن يعتقد أن مثل هذه التصريحات ستوجه ضد دولة عضو في الاتحاد الإفريقي، وفي هذه الحالة المغرب. وقال ممثل دولة بالرغم من أنه يساند أطروحات الانفصاليين: "لقد فقدت البوليساريو احترامنا، كما أنها فقدت كل مصداقية".
وتأتي استفزازات مرتزق البوليساريو، المدعو محمد يسلم بيسط، في أعقاب التدخلات المتميزة لمحمد عروشي خلال هذا الاجتماع. وقد أشاد السفراء والنواب الأفارقة بتدخلات السفير المغربي الذي سلط الضوء على الإنجاز الرائع لأسود الأطلس في مونديال قطر لحث نظرائه على الاستثمار في الرأسمال البشري للشباب الإفريقي. كل ذلك في جنوب إفريقيا. رمز وإهانة قاسية للغاية للطغمة العسكرية الجزائرية الذي كلفت بلطجيا لاهثا وراء مكافأة نهاية العام، من أجل تشويه سمعة سفير كفؤ.
يكفي أن نقول إن محمد عروشي يدخل عامه الخامس في الاتحاد الإفريقي، وإن نظام الجزائر قد عين ثلاث سفراء منذ أن تولى ابن طنجة منصبه لكي نفهم أنه لم يتبق سوى البلطجية والمرتزقة لمحاولة التشويش عليه. لكن محاولاتهم تظل عبثية.