وتابعت يومية "الصباح"، في عددها الصادر ليوم الثلاثاء 20 دجنبر 2022 هذا الموضوع، مشيرة إلى أن نائب الأمين العام السابق لـ"المصباح" اعتبر نتائج اقتراع 8 شتنبر 2021 كانت قاسية على حزبه، مستدركا أن هذه النتائج لم تخلُ من "منحة وفائدة" حسب تعبيره، ومنبها في حوار له مع الجريدة سينشر الأربعاء 21 دجنبر 2022، "إلى عدم الاستفادة من دروس جائحة کورونا، خاصة في ورش الرقمنة، الذي مازال يشهد خصاصا في التشريع، وعدم وضوح الرؤية ومعالم الطريق نحو استثمار جانبه التنموي".
وشدّٓد العمراني، الذي امتنع عن الترشح للانتخابات وللعضوية في هياكل الحزب، على ضرورة الاستفادة من منحة الانتخابات الأخيرة، المتمثلة في إتاحة إمكانية إنتاج جماعي لنسخة جديدة متجددة تحلُّ محل النسخة الحالية التي استنفذت حسب العمراني أغراضها، ووصلت إلى نهايتها بعد ربع قرن مضى على تاريخ المؤتمر الوطني الاستثنائي المنعقد في 1996، وبعد 55 سنة من تاريخ تأسيس الحزب في 1967، موضحا أنه قضى عقدين ونصف في المسؤوليات الحزبية التنظيمية، بعد عقدين آخرين في مسؤوليات جمعوية سابقة، معتبرا أن ذلك كافٍ في تقديره لترك المجال لغيره، آملا في انبثاق كفاءات جديدة تنهض بمهام المرحلة المقبلة.
وأضاف المدير العام السابق لشركة "عدالة ميديا" والتي تشرف على الموقع الإلكتروني للحزب، أنه قرر كذلك التفرغ للعمل الأكاديمي والعلمي، في موضوع يعتبره راهنا وطنيا ودوليا، وبأفقٍ استراتيجي، في إشارة إلى موضوع التحول الرقمي، مبينا أن الباعث على ذلك، اهتمامه الخاص به منذ عقود، وكذا لسد الفراغ في مجال قل فيه المشتغلون والباحثون، والمساهمة من زاوية البحث والتأطير والتكوين والتوعية والتحسيس في التأهيل الرقمي المؤسساتي والمجتمعي، معربا عن هاجس إضاعة الفرص التنموية التي تتيحها التكنولوجيا الرقمية، لأسباب تعود إلى الإشكال في المقاربة المعتمدة، مسجلا أن هناك جهودا وطنية تبذل، انطلاقا من الإرادة السياسية التي تعبر عنها برامج الحكومات المتعاقبة، والتي تتجسد في الاختيارات المؤسساتية والتشريعية والتنظيمية والتقنية، معتبرا أن العائد من كل ذلك محدود، وهو ما يفسر التموقع الرقمي العالمي "المخل" للمغرب.
وأوضح العمراني أن الانتقادات التي أثارها بخصوص مسار ورش الرقمنة، كانت للمقاربة، وليس للاستراتيجية التي لم تكشف تفاصيلها للعموم إلى اليوم، وذلك انطلاقا من أن الاستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي، تعتبر حسب ذات المتحدث أداة مركزية لتحقيق النهضة الرقمية لبلادنا، وفرصة لتحقيق التعبئة الوطنية حول هذا الورش الوطني الهيكلي، مؤكدا أنه يتعين أن تكون محكمة الإعداد والاختيارات والتنزيل.
وخلُص المتحدث إلى أن المغرب دبر انعكاسات الجائحة الاجتماعية والاقتصادية والصحية بنجاعةٍ مشهود بها عالميا، معتبرا أن من فضل الجائحة أن نبهتنا إلى مكامن الخلل في سياساتنا الوطنية، و"علمتنا دروسا ثمينة أحرى بنا أن نثمنها ولا نضعها وراء ظهورنا، خاصة في مسار ورش الرقمنة"، منبها إلى أن قطار التحول الرقمي لم ينطلق بعد في بعض القطاعات العمومية.