وسلطت يومية "الصباح" الضوء على هذا الموضوع، في عددها الصادر ليوم الخميس 8 دجنبر 2022، مبينة أن الحزب نبّه على موقعه الرسمي إلى "أهمية تذكر واستثمار الذكرى، لاستخلاص العبر والدروس التي لها من المبررات، ما يجعلها ترتفع إلى درجة واجب الوقت، وليس مجرد "نوستالجيا" تعيد صياغة الحنين لرجال من طينة رجالات هذا البلد، الذين تتعدى أعمارهم الزمن السياسي المحدود والقصير".
وأضاف ذات المقال أن الافتتاحية الحزبية شددت على "الحاجة المضاعفة والمؤكدة لاستخلاص دروس الماضي، لتجاوز مرحلة قذف التفاهات من كل حدب وصوب، لتملأ المشهد جعجعة بلا طحين، ولتصنع مجدا من ورق سرعان ما يذروه التاريخ ويقذف به في سلة المهملات أو بالأحرى في مزبلة التاريخ، والبحث عن "المعقول"، موضحة أن القيادي الراحل نحت تعريفا لـ"المعقول"، حيث اعتبره أنه مصطلح لا مرادف له في كل لغات العالم، يجسد العبقرية المغربية في تقديس قيم الوفاء والإخلاص والتضحية والإقدام، ولكونه "مزيج من الفضائل التي عجزت لغات العالم على سبكها في مرادف لهذه الكلمة الجامعة والمانعة".
وكشفت يومية "الصباح" أن موقع الحزب أبرز في افتتاحيته أن "المعقول" الذي تحدث عنه الراحل وجعله محور كل حديثه، يحدد الداء والدواء، ويعتبر أن الأزمة ليست في القوانين أو الميزانيات، بل في نقص الحكامة بلغة أهل الاقتصاد، والنزاهة بلغة أهل القانون، والاستقامة في لغة أهل السلوك والأخلاق، مضيفا أن "المعقول يعني كل ذلك وزيادة في عبقرية أهل المغرب وفي كسبهم عبر التاريخ والحضارات".
وخلص النقد الذاتي بـ"بيجيدي" إلى أن السياسة ليست للاكتساب وجمع الثروات والاغتناء على ظهر الناس ومآسيهم، بل هي بذل إلى الرمق الأخير، وعطاء بلا حد إلى أن يصل الفراق، ولو بلا وداع أخير، وهو ما تجسد، حسب ذات الافتتاحية، في عمل رجالات كبار مروا من هذا البلد المعطاء، "والذين ما زالت أسماؤهم مخلدة في التاريخ، متجاوزين هوان الزمن السياسي، إلى الخلود التاريخي في أفئدة الناس، التحاما مع الأفكار إلى درجة التماهي، وموت في سبيلها إن اقتضى الحال، وربطا للمصائر بمصيرها صعودا وهبوطا، عوض أن تكون السياسة مجرد سوق يقصدها كل صيادي الفرص من انتهازيي اللحظات، وعديمي المروءة، وقليلي الشرف".
وحذر الحزب من المتسلقين الذين يبيعون ولاءهم لمن يدفع أكثر، والمستعدين للمتاجرة بكل شيء وفي كل شيء، من أجل حطام زائل، ومجد فانٍ، لأن السياسة، حسب كاتب الافتتاحية، ستكف عن إنتاج القدوة الملهمة، والرجال الذين يبيعون أنفسهم من أجل الوطن.