الحسن الثاني في مغرب 2013 !

DR

في 26/07/2013 على الساعة 21:27, تحديث بتاريخ 26/07/2013 على الساعة 21:41

أقوال الصحففي 23 من الشهر الجاري، أكمل المغرب 14 سنة من دون الملك الحسن الثاني، الذي حكم البلاد بقبضة من حديد طوال 38 سنة، ليتسلم مقاليد الحكم بعده ولي عهده الأمير سيدي محمد حاملا شعار: مات الملك..عاش الملك !

تزامنا مع هذه الذكرى، خصصت يومية أخبار اليوم في عددها لنهاية الأسبوع، ملفا خاص، طرحت من خلاله سؤالا بارزا مفاده: ماذا لو بقي السحن الثاني حيا إلى اليوم؟

واستجوبت الجريدة، جملة من الاسماء من مختلف الانتماءات السياسية والإديولوجية والحقوقية، وتباينت الأجوبة من شخص لآخر.

فمثلا، اعتبر محمد اليازغي الوجه الاتحادي البارز، أن الحسن الثاني قام في آخر عمره بنقد ذاتي، وغير أشياء كثيرة في نمط حكمه، وبالتالي أدخل المغرب في مرحلة مغايرة سياسيا واقتصاديا، أما حسن طارق البرلماني عن الحزب نفسه، فقد سجل ملاحظة على فترة حكم الحسن الثاني، هي أن البداية الحقيقية للانتقال السياسي كانت في نهاية عهده، حيث أن الموت السياسي لعهد الحسن الثاني سبق موته البيولوجي.

أما مصطفى المعتصم الأمين العام للبديل الحضاري، فيعتقد أن معالم المغرب خلال 14 سنة التالية لرحيل الحسن الثاني تغيرت كثيرا من ناحية توسع المدن وانطلاق العديد من الأوراش الإصلاحية. هذا في الوقت الذي يرى فيه رجل الأعمال المعروف، كريم التازي، بأن المغرب بعد الحسن الثاني تغير ولم يتغير في الوقت نفسه، لأن النظام الذي ورثه البلد من بعد، هو نظام يعكس حقيقة المجتمع المغربي، بينما ترى عائشة الشنا أنه لو ظل الحسن الثاني حيا كان سيجنبنا التطرف.

أما يومية الصباح فبدورها خصصت ملفا خاصا عن الحسن الثاني، جاء فيه الحديث عن أول محاولة لاغتيال الحسن الثاني، وسلطت فيه الضوء على نصف قرن من الحقيقة الضائعة بين روايات الاتحاديين وقصص النظام وحكايات الشهود ومحاضر التحقيق.

نسبية الحقب

معلوم أن التاريخ مبني على سؤال ما كان لا على ما قد يكون، والسؤال الذي طرحه ملف أخبار اليوم عن "ماذا لو ظل الحسن الثاني حيا" يندرج في هذه الخانة، فجميع الشخصيات التي استجوبها الملف، أجابت عن السؤال من منطلق خلفياتها الإيديولوجية وشكل علاقاتها من الملك الراحل ومع النظام بشكل عام.

لكن الملاحظ أن جل المستجوبين أجابوا عن السؤال الذي تنبعث منه رائحة الماضي بعقلية وظروف الحاضر، وهو ما جعل الإجابات تنبني على معطيات 2013 لتجيب على سؤال يعود لنهاية القرن الماضي.

"ماذا لو كان الحسن الثاني حيا اليوم؟ " سؤال صعب وبسيط في الآن نفسه، بسيط لأن الحسن الثاني كان سيتأقلم مع ظروف العصر الحالي، بما تمليه عليه نباهته التي عرف بها، وصعب لأن الأمور تؤخذ بنسبيتها الزمنية والمكانية، فلو سألت الحسن الثاني في سنوات الستينات عن كيان انفصالي سيظهر فيما بعد ليطالب بالأقاليم الصحراوية، لكان رده مغايرا لما آل إليه موقفه من الأحداث فيما بعد، ففي نهاية المطاف الأمر يتعلق بسيرورة تتداخل فيها مجموعة من العوامل، فيضحى صعبا الإجابة على سؤال يبتدئ بعبارة "لو".

في 26/07/2013 على الساعة 21:27, تحديث بتاريخ 26/07/2013 على الساعة 21:41