ويشكل انتشار الأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية تهديدا للسلم والأمن الدوليين. وطالما أن التهديدات الإرهابية تنبع من كيانات غير حكومية، فإن قابلية التعاون بين الوكالات والتنسيق الاستراتيجي بين الدول ضروريان لضمان مستوى عال من اليقظة.
وفي هذا السياق، يعقد المؤتمر العالمي المعني بالسلامة الكيميائية، هذا الأسبوع في مراكش، في الفترة من 25 إلى 27 أكتوبر، الذي ينظم بشراكة بين المديرية العامة للأمن الوطني والمنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الأنتربول).
وقال المدير المركزي للشرطة القضائية، بالمديرية العامة للأمن الوطني، ومدير مكتب الشرطة الدولية "الأنتربول" بالمغرب، محمد الدخيسي، إن المؤتمر الدولي يعرف مشاركة 350 خبيرا على المستوى الدولي، وأزيد من 227 مندوب لأزيد من 70 دولة، مضيفا أن الهدف من الحدث هو تبادل التجارب والخبرات وإيجاد نقاش شفاف حول التهديدات الكيميائية والبيولوجية.
وأردف الدخيسي أن "هذا المؤتمر ينظم في وقت يعرف تغييرات متعددة، ويتميز بتحديات وبتهديدات محدقة بأمن وسلامة بلداننا، وعلى رأسها التهديد الإرهابي، الّذي خلف عدة ضحايا في الأرواح وخسائر جمة في الممتلكات في مختلف البلدان، والذي يستفيد من وسائل التكنولوجيا الحديثة، ويسعى باستمرار للحصول على أسلحة الدمار الشامل".
وأضاف الدخيسي أن "مجموعة من المنظمات الإرهابية تسعى لاكتساب المواد الكيميائية والبيولوجية تسعى لتنفيذ مخططاتها الإجرامية بهدف ضرب مصالح استراتيجية لمجموعة من الدول"، مردفا أن "المغرب يتوفر على استراتيجية وطنية في هذا المجال لمحاربة الإرهاب والتطرف وهي استراتيجية تدرس في مجموعة من اللقاءات على المستوى الإقليمي والدولي".
من جهته، أشاد مدير محاربة الإرهاب بالمنظمة الدولية للشرطة الجنائية "الأنتربول"، غريغ هاندز، بالتعاون القائم بين المغرب والأنتربول، واصفا إياه بـ"التعاون الجيد"، مضيفا أن هذا "المؤتمر فريد من نوعه على اعتبار أنه يجمع كفاءات متنوعة جدا، ومقاربات وتجارب، من أجل اقتراح حلول عملية في ميدان الأمن الكيميائي".
وعلى جدول أعمال هذا المؤتمر الدولي، الذي يضم ممثلين عن 75 بلدا، توطيد خارطة طريق مكافحة الإرهاب الرامية إلى كبح التداول غير المشروع للمواد الكيميائية التي يمكن أن تهدد الأمن الدولي. وتابع المسؤول الأمني عن الأنتربول أن "المغرب لديه نظام استجابة فعال يسمح له بالمطالبة بدور قيادي في المنطقة... لهذا السبب نعمل عن كثب مع المملكة في العديد من القضايا".